نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 76
(1) - فقوله «حِينَ لاََ يَكُفُّونَ» يجوز أن يكون مفعولا به لـ «يَعْلَمُ» و يجوز أن يكون ظرفا له فيكون مفعول يعلم محذوفا تقديره لو يعلمون الأمر حين لا يكفون و جواب لو محذوف و تقديره لانتهوا «بَغْتَةً» نصب على الحال من المفعول تقديره بل تأتيهم مبغوتين مفاجئين و يجوز أن يكون حالا من الفاعل و هو الضمير المستكن في تأتي و التقدير بل تأتيهم باغتة مفاجئة.
المعنى
ثم خاطب نبيه ص و قال «وَ إِذََا رَآكَ» أي إذا رآك يا محمد «اَلَّذِينَ كَفَرُوا» و أنت تعيب آلهتهم و تدعوهم إلى التوحيد «إِنْ يَتَّخِذُونَكَ» أي ما يتخذونك «إِلاََّ هُزُواً» أي سخرية يقول بعضهم لبعض «أَ هََذَا اَلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ» أي يعيب آلهتكم و ذلك قوله إنها جماد لا ينفع و لا يضر «وَ هُمْ بِذِكْرِ اَلرَّحْمََنِ» أي بتوحيده و قيل بكتابه المنزل «هُمْ كََافِرُونَ» أي جاحدون عجب الله سبحانه نبيه ص منهم حيث جحدوا الحي المنعم القادر العالم الخالق الرازق و اتخذوا ما لا ينفع و لا يضر ثم إن من دعاهم إلى تركها اتخذوه و هم أحق بالهزء عند من يدبر حالهم} «خُلِقَ اَلْإِنْسََانُ مِنْ عَجَلٍ» قيل فيه قولان (أحدهما) أن المعني بالإنسان آدم ثم إنه قيل في عجل ثلاث تأويلات منها أنه خلق بعد خلق كل شيء آخر نهار يوم الجمعة و هو آخر أيام السنة على سرعة معاجلا به غروب الشمس عن مجاهد و منها أن معناه في سرعة من خلقه لأنه لم يخلقه من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة كما خلق غيره و إنما أنشأه إنشاء فكأنه سبحانه نبه بذلك على الآية العجيبة في خلقه و منها أن آدم (ع) لما خلق و جعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلان مبادرا إلى ثمار الجنة و قيل هم بالوثوب فهذا معنى قوله «مِنْ عَجَلٍ» عن ابن عباس و السدي و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) و القول الثاني أن المعني بالإنسان الناس كلهم ثم اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن معناه خلق الإنسان عجولا أي خلق على حب العجلة في أمره عن قتادة و أبي مسلم و الجبائي قال يعني أنه يستعجل في كل شيء يشتهيه و للعرب عادة في استعمالهم هذا اللفظ عند المبالغة يقولون لمن يصفونه بكثرة النوم ما خلق إلا من نوم و بكثرة وقوع الشر منه ما خلق إلا من شر و منه قول الخنساء في وصف البقرة
"فإنما هي إقبال و إدبار"
(و ثانيها) أنه من المقلوب و المعنى خلقت العجلة من الإنسان عن أبي عبيدة و قطرب و هذا ضعيف لأنه مع حمل كلامه تعالى على القلب يحتاج إلى تأويل فلا فائدة في القلب (و ثالثها) أن العجل هو الطين عن أبي عبيدة و جماعة و استشهدوا بقول الشاعر
و النبع ينبت بين الصخر ضاحية # و النخل تنبت بين الماء و العجل
و رواه ثعلب
"و النبع في الصخرة الصماء منبته"
فعلى هذا يكون كقوله وَ بَدَأَ خَلْقَ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 76