responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 421

421

(1) - اَلْجَحِيمِ ثم ابتدأ سبحانه كلاما آخر فقال «قُلْ» يا محمد «رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جََاءَ بِالْهُدى‌ََ» الذي يستحق به الثواب «وَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ» أي و من لم يجي‌ء بالهدى و ضل عنه‌أي لا يخفى عليه المؤمن و الكافر و من هو على الهدى و من هو ضال عنه و تأويله قل ربي يعلم أني جئت بالهدى من عنده و إنكم في ضلال سينصرني عليكم ثم ذكر نعمه فقال‌} «وَ مََا كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى‌ََ إِلَيْكَ اَلْكِتََابُ» أي و ما كنت يا محمد ترجو فيما مضى أن يوحي الله إليك و يشرفك بإنزال القرآن عليك «إِلاََّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» قال الفراء هذا من الاستثناء المنقطع و معناه إلا أن ربك رحمك و أنعم به عليك و أراد بك الخير كذلك ينعم عليك بردك إلى مكة فاعرف هذه النعم و قيل معناه و ما كنت ترجو أن تعلم كتب الأولين و قصصهم تتلوها على أهل مكة و لم تشهدها و لم تحضرها بدلالة قوله‌ وَ مََا كُنْتَ ثََاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيََاتِنََا أي أنك تتلو على أهل مكة قصص مدين و موسى و لم تكن هناك ثاويا مقيما و كذلك قوله‌ وَ مََا كُنْتَ بِجََانِبِ اَلْغَرْبِيِّ و أنت تتلو قصصهم و أمرهم فهذه رحمة من ربك «فَلاََ تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكََافِرِينَ» أي معينا لهم و في هذا دلالة على وجوب معاداة أهل الباطل و في هذه الآية و ما بعدها و إن كان الخطاب للنبي ص فالمراد غيره و قد روي عن ابن عباس أنه كان يقول القرآن كله إياك أعني و اسمعي يا جارة} «وَ لاََ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيََاتِ اَللََّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ» أي و لا يمنعك هؤلاء الكفار عن اتباع آيات الله التي هي القرآن و الدين بعد إذ نزلت إليك تعظيما لذكرك و تفخيما لشأنك «وَ اُدْعُ إِلى‌ََ رَبِّكَ» أي إلى طاعة ربك الذي خلقك و أنعم عليك و إلى توحيده‌ «وَ لاََ تَكُونَنَّ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» أي لا تمل إليهم و لا ترض بطريقتهم و لا توال أحدا منهم‌} «وَ لاََ تَدْعُ مَعَ اَللََّهِ إِلََهاً آخَرَ» أي لا تعبد معه غيره و لا تستدع حوائجك من جهة ما سواه «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» أي لا معبود إلا هو وحده لا شريك له «كُلُّ شَيْ‌ءٍ هََالِكٌ إِلاََّ وَجْهَهُ» أي كل شي‌ء فإن بائد إلا ذاته و هذا كما يقال هذا وجه الرأي و وجه الطريق و هذا معنى قول مجاهد «إِلاََّ هُوَ» و في هذا دلالة على أن الأجسام تفنى ثم تعاد على ما قاله الشيوخ في الفناء و الإعادة و قيل معناه كل شي‌ء هالك إلا ما أريد به وجهه فإن ذلك يبقى ثوابه عن عطا و ابن عباس و عن أبي العالية و الكلبي و هو اختيار الفراء و أنشد:

أستغفر الله ذنبا لست محصيه # رب العباد إليه الوجه و العمل‌

أي إليه أوجه العمل و على هذا يكون وجه الله ما وجه إليه من الأعمال «لَهُ اَلْحُكْمُ» أي له القضاء النافذ في خلقه و قيل له الفصل بين الخلائق في الآخرة دون غيره «وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» أي تردون في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست