responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 420

(1) -

النزول‌

قيل لما نزل النبي ص بالجحفة في مسيرة إلى المدينة لما هاجر إليها اشتاق إلى مكة فأتاه جبرائيل (ع) فقال أ تشتاق إلى بلدك و مولدك فقال نعم قال جبرائيل فإن الله يقول «إِنَّ اَلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لَرََادُّكَ إِلى‌ََ مَعََادٍ» يعني مكة ظاهرا عليها فنزلت الآية بالجحفة و ليست بمكية و لا مدنية و سميت مكة معادا لعوده إليها عن ابن عباس .

المعنى‌

«تِلْكَ اَلدََّارُ اَلْآخِرَةُ» يعني الجنة «نَجْعَلُهََا لِلَّذِينَ لاََ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ» أي تجبرا و تكبرا على عباد الله و استكبارا عن عبادة الله «وَ لاََ فَسََاداً» أي عملا بالمعاصي عن ابن جريج و مقاتل و روى زاذان عن أمير المؤمنين (ع) أنه كان يمشي في الأسواق وحده و هو دال يرشد الضال‌و يعين الضعيف و يمر بالبياع و البقال فيفتح عليه القرآن و يقرأ «تِلْكَ اَلدََّارُ اَلْآخِرَةُ نَجْعَلُهََا لِلَّذِينَ لاََ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فَسََاداً» و يقول نزلت هذه الآية في أهل العدل و المواضع من الولاة و أهل القدرة من سائر الناس و روى أبو سلام الأعرج عن أمير المؤمنين (ع) أيضا قال إن الرجل ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الآية «تِلْكَ اَلدََّارُ اَلْآخِرَةُ» الآية يعني أن من تكبر على غيره بلباس يعجبه فهو ممن يريد علوا في الأرض قال الكلبي يعني بقوله «فَسََاداً» الدعاء إلى عبادة غير الله و قال عكرمة هو أخذ المال بغير حق «وَ اَلْعََاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» أي و العاقبة الجميلة المحمودة من الفوز بالثواب للذين اتقوا الشرك و المعاصي و قيل معناه الجنة لمن اتقى عقاب الله بأداء فرائضه و اجتناب معاصيه‌} «مَنْ جََاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهََا» مضى تفسيره‌ «وَ مَنْ جََاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاََ يُجْزَى اَلَّذِينَ عَمِلُوا اَلسَّيِّئََاتِ إِلاََّ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي لا يزاد في عقابهم على قدر استحقاقهم بخلاف الزيادة في الفضل على الثواب المستحق فإنه يكون تفضلا فهو مثل قوله‌ وَ مَنْ جََاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاََ يُجْزى‌ََ إِلاََّ مِثْلَهََا «إِنَّ اَلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ » خطاب للنبي ص و المعنى أن الذي أوجب عليك الامتثال بما تضمنه القرآن و أنزله عليك «لَرََادُّكَ إِلى‌ََ مَعََادٍ» أي يردك إلى مكة عن ابن عباس و مجاهد و الجبائي و على هذا فيكون في الآية دلالة على صحة النبوة لأنه أخبر به من غير شرط و لا استثناء و جاء المخبر مطابقا للخبر قال القتيبي معاد الرجل بلده لأنه يتصرف في البلاد ثم يعود إليه و قيل «إِلى‌ََ مَعََادٍ» إلى الموت عن ابن عباس في رواية أخرى و عن أبي سعيد الخدري قيل إلى المرجع يوم القيامة أي يعيدك بعد الموت كما بدأك عن الحسن و الزهري و عكرمة و أبي مسلم و قيل إلى الجنة عن مجاهد و أبي صالح فالمعنى أنه مميتك و باعثك و مدخلك الجنة و الظاهر يقتضي أنه العود إلى مكة لأن ظاهر العود يقتضي ابتداء ثم عودا إليه على أنه يجوز أن يقال الجنة معاد و إن لم يتقدم له فيها كون كما قال سبحانه في الكفار ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست