responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 358

(1) - أيان في محل نصب لأنه ظرف زمان و العامل فيه «يُبْعَثُونَ» .

المعنى‌

ثم عدد سبحانه الدلائل على توحيده و نعمه الشاملة لعبيدة فقال «أَمَّنْ خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» و تقديره أ ما تشركون خير أم من خلق السموات و الأرض أي أنشأهما و اخترعهما «وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» أي غيثا و مطرا لكم أي لمنافعكم و لأجل معاشكم عرفهم سبحانه أن غيره لا يقدر على ذلك «فَأَنْبَتْنََا بِهِ حَدََائِقَ» أي رياضا و بساتين و ما لم يكن عليه حائط لا يقال له حديقة «ذََاتَ بَهْجَةٍ» أي ذات منظر حسن يبتهج به من رآه و لم يقل ذوات بهجة لأنه أراد تأنيث الجماعة و لو أراد تأنيث الأعيان لقال ذوات و قال الشاعر :

و سوف يعقبنيه إن ظفرت به # رب كريم و بيض ذات أطهار

«مََا كََانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهََا» ما هنا للنفي أي لم يكونوا يقدرون على إنبات شجرها «أَ إِلََهٌ مَعَ اَللََّهِ» و هذا استفهام إنكار معناه هل معه معبود سواه أعانه على صنعه‌ «بَلْ» ليس معه إله «هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ» يشركون بالله غيره يعني كفار مكة } «أَمَّنْ جَعَلَ اَلْأَرْضَ قَرََاراً» أي مستقرة لا تميل و لا تميد بأهلها «وَ جَعَلَ خِلاََلَهََا أَنْهََاراً» أي و جعل وسط الأرض و في مسالكها و نواحيها أنهارا جارية ينبت بها الزرع و يحيا بها الخلق «وَ جَعَلَ لَهََا رَوََاسِيَ» أي جبالا ثوابت أثبت بها الأرض «وَ جَعَلَ بَيْنَ اَلْبَحْرَيْنِ حََاجِزاً» أي مانعا من قدرته بين العذاب و الملح فلا يختلط أحدهما بالآخر «أَ إِلََهٌ مَعَ اَللََّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاََ يَعْلَمُونَ» توحيد ربهم و كمال قدرته و سلطانه‌} «أَمَّنْ يُجِيبُ اَلْمُضْطَرَّ إِذََا دَعََاهُ» أي يجيب المكروب المجهود فيكشف ضره و كربه و إجابة دعاء المضطر هي فعل ما يدعو به و هذا لا يكون إلا من قادر على الإجابة مختار لها و رأس المضطرين المذنب الذي يدعوه و يسأله المغفرة و منهم الخائف الذي يسأله الأمن و المريض الذي يطلب العافية و المحبوس الذي يطلب الخلاص فإن الكل إذا ضاق بهم الأمر فزعوا إلى رب العالمين و أكرم الأكرمين و إنما خص المضطر و إن كان قد يجيب غير المضطر لأن رغبته أقوى و سؤاله أخضع «وَ يَكْشِفُ اَلسُّوءَ» أي يدفع الشدة و كل ما يسوء «وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفََاءَ اَلْأَرْضِ» يخلف كل قرن منكم القرن الذي قبله فيهلك قرنا و ينشئ قرنا و قيل يجعلكم خلفاء من الكفار بنزول بلادهم و طاعة الله تعالى بعد شركهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست