نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 308
(1) - جزائي و ثوابي «إِلاََّ عَلىََ رَبِّ اَلْعََالَمِينَ» و خالق الخلائق أجمعين ثم كرر عليهم قوله «فَاتَّقُوا اَللََّهَ وَ أَطِيعُونِ» لاختلاف المعنى لأن التقدير فاتقوا الله و أطيعوني لأني رسول أمين و اتقوا الله و أطيعوني لأني لا أسألكم عليه أجرا فتخافوا تلف أموالكم به و كل واحد من هذين المعنيين يقوي الداعي إلى قبول قول الغير و يبعد عن التهمة} «قََالُوا أَ نُؤْمِنُ لَكَ» أي نصدقك فيما تقول «وَ اِتَّبَعَكَ اَلْأَرْذَلُونَ» أي و قد اتبعك سفلة الناس و أراذلهم و خساسهم عن قتادة و قيل يعنون المساكين الذين ليس لهم مال و لا عز عن عطا و قيل يعنون الحاكة و الأساكفة عن الضحاك و علقمة و المعنى إن أتباعك أراذلنا و فقراؤنا و أصحاب الأعمال الدنية و المهن الخسيسة فلو اتبعناك لصرنا مثلهم و معدودين في جملتهم و هذا جهل منهم لأنه ليس في إيمان الأرذلين به ما يوجب تكذيبه فإن الرذل إذا أطاع سلطانه استحق التقرب عنده دون الشريف العاصي} «قََالَ وَ مََا عِلْمِي بِمََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي ما أعلم أعمالهم و صنائعهم و لم أكلف ذلك و إنما كلفت أن أدعوهم إلى الله و قد أجابوني إليه} «إِنْ حِسََابُهُمْ إِلاََّ عَلىََ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ» أي ليس حسابهم إلا على ربي الذي خلقني و خلقهم لو تعلمون ذلك ما عبتموهم بصنائعهم}} «وَ مََا أَنَا بِطََارِدِ اَلْمُؤْمِنِينَ ` إِنْ أَنَا إِلاََّ نَذِيرٌ مُبِينٌ» أي ما أنا بالذي لا يقبل الإيمان من الذين تزعمون أنهم الأرذلون لأني لست إلا نذيرا مخوفا من معصية الله داعيا إلى طاعته مبينا لها} «قََالُوا» له عند ذلك «لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يََا نُوحُ » أي إن لم ترجع عما تقوله و تدعو إليه «لَتَكُونَنَّ مِنَ اَلْمَرْجُومِينَ» بالحجارة عن قتادة و قيل من المرجومين بالشتم عن الضحاك «قََالَ» نوح «رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ` فَافْتَحْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَتْحاً» أي فاقض بيننا قضاء بالعذاب لأنه قال} «وَ نَجِّنِي وَ مَنْ مَعِيَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي من ذلك العذاب} «فَأَنْجَيْنََاهُ وَ مَنْ مَعَهُ فِي اَلْفُلْكِ اَلْمَشْحُونِ» أي فخلصناه و من معه من المؤمنين في السفينة المملوءة من الناس و غيرهم من الحيوانات} «ثُمَّ أَغْرَقْنََا بَعْدُ» أي بعد نجاة نوح و من معه «اَلْبََاقِينَ» أي الخارجين عن السفينة الكافرين به} «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً» واضحة على توحيد الله «وَ مََا كََانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» و ليس هذا بتكرار و إنما كل واحد في قصة على حدة فهذا ذكر آية في قصة نوح و ما كان من شأنه بعد ذكر آية مما كان في قصة إبراهيم و ذكر آية أخرى في قصة موسى و فرعون فبين أنه ذكر كلا من ذلك لما فيه من الآية الباهرة} «وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ اَلْعَزِيزُ» في إهلاك قوم نوح بالغرق «اَلرَّحِيمُ» في إنجائه نوحا و من معه في الفلك.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 308