نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 303
(1) - و دل عليه قوله «إِذْ تَدْعُونَ» . «إِلاََّ رَبَّ اَلْعََالَمِينَ» استثناء منقطع و يجوز أن يكون غير منقطع على تقدير فإن جميع ما عبدتم عدو لي إلا رب العالمين و قد عبدوا مع الله تعالى الأصنام. «إِلاََّ مَنْ أَتَى اَللََّهَ» الموصول و الصلة في محل النصب على البدل من مفعول ينفع المحذوف تقديره يوم لا ينفع أحدا مال و لا بنون إلا من أتى الله و يجوز أيضا أن يكون منصوبا على الاستثناء. «هُمْ فِيهََا» مبتدأ و خبر. «يَخْتَصِمُونَ» في موضع نصب على الحال و يجوز أن يكون يختصمون خبر المبتدأ و فيها يتعلق به فيكون منصوبا بإضمار أن في جواب التمني.
ـ
المعنى
ثم قال سبحانه «وَ اُتْلُ عَلَيْهِمْ» يا محمد «نَبَأَ إِبْرََاهِيمَ » أي خبر إبراهيم فإنه شجرة الأنبياء و به افتخار العرب و فيه تسلية لك و عظة لقومك} «إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ» على وجه الإنكار عليهم «مََا تَعْبُدُونَ» أي أي شيء تعبدون من دون الله} «قََالُوا نَعْبُدُ أَصْنََاماً فَنَظَلُّ لَهََا عََاكِفِينَ» أي فنظل لها مصلين عن ابن عباس و قيل معناه فنقيم على عبادتها مداومين} «قََالَ» إبراهيم «هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ» أي هل يسمعون دعاءكم «إِذْ تَدْعُونَ» معناه هل يستجيبون دعاءكم إذا دعوتموهم} «أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ» إذا عبدتموهم «أَوْ يَضُرُّونَ» إن تركتم عبادتهاو في هذا بيان إن الدين إنما يثبت بالحجة و لو لا ذلك لم يحاجهم إبراهيم (ع) هذا الحجاج} «قََالُوا بَلْ وَجَدْنََا آبََاءَنََا كَذََلِكَ يَفْعَلُونَ» و هذا إخبار عن تقليدهم آباءهم في عبادة الأصنام} «قََالَ» إبراهيم (ع) منكرا عليهم التقليد «أَ فَرَأَيْتُمْ مََا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ» أي الذي كنتم تعبدونه من الأصنام} «أَنْتُمْ» الآن «وَ آبََاؤُكُمُ اَلْأَقْدَمُونَ» أي المتقدمون أي و الذين كان آباؤكم يعبدونهم و إنما دخل لفظة كان لأنه جمع بين الحال و الماضي} «فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي» معناه إن عبادة الأصنام مع الأصنام عدو لي إلا أنه غلب ما يعقل و قيل أنه يعني الأصنام و إنما قال فإنهم فجمعها جمع العقلاء لما وصفها بالعداوة التي لا تكون إلا من العقلاء و جعل الأصنام كالعدو في الضرر من جهة عبادتها و يجوز أن يكون قال فإنهم لأنه كان منهم من يعبد الله مع عبادته الأصنام فغلب ما يعقل و لذلك استثنى فقال «إِلاََّ رَبَّ اَلْعََالَمِينَ» استثناء من جميع المعبودين قال الفراء أنه من المقلوب و المعنى فإني عدو لهم و من عاديته فقد عاداك ثم وصف رب العالمين فقال} «اَلَّذِي خَلَقَنِي» و أخرجني من العدم إلى الوجود «فَهُوَ يَهْدِينِ» أي يرشدني إلى ما فيه نجاتي و قيل الذي خلقني لطاعته فهو يهديني إلى جنته}} «وَ اَلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ ` وَ إِذََا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» معناه أنه يرزقني ما أتغذى به و يفعل ما يصح بدني «وَ اَلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ» أي يميتني بعد أن كنت حيا و يحييني يوم القيامة بعد أن أكون ميتا} «وَ اَلَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ اَلدِّينِ» أي يوم الجزاء و إنما قال ذلك على سبيل الانقطاع منه إلى الله تعالى لا على سبيل أن له خطيئة
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 303