responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 304

(1) - يحتاج إلى أن يغفر له يوم القيامة لأن عندنا لا يجوز أن يقع من الأنبياء شي‌ء من القبائح و عند جميع أهل العدل و إن جوزوا عليهم الصغائر فإنها تقع عندهم محبطة مكفرة فليس شي‌ء منها غير مغفور فيحتاج إلى أن يغفر يوم القيامة و قيل معناه أطمع أن يغفر لمن يشفعني فيه فأضافه إلى نفسه كقوله سبحانه لنبيه ص‌ لِيَغْفِرَ لَكَ اَللََّهُ مََا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مََا تَأَخَّرَ و إنما قال و إذا مرضت فأضاف المرض إلى نفسه و إن كان من الله استعمالا لحسن الأدب فإن المقصود شكر نعمة الله تعالى و لو كان المقصود بيان القدرة لأضافه إلى الله تعالى و نظيره قول الخضر (ع) فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهََا ثم قال‌ فَأَرََادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغََا أَشُدَّهُمََا و إنما حذف الياءات لأنه رءوس الآيات و هذا الكلام من إبراهيم (ع) إنما صدر على وجه الاحتجاج على قومه و الإخبار بأنه لا يصلح للإلهية إلا من فعل هذه الأفعال‌ثم حكى الله عنه أنه سأله و قال‌} «رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً» و الحكم بيان الشي‌ء على ما تقتضيه الحكمة و قيل إنه العلم عن ابن عباس يعني علما إلى علم و فقها إلى فقه و قيل إنه النبوة عن الكلبي «وَ أَلْحِقْنِي بِالصََّالِحِينَ» أي بمن قبلي من النبيين في الدرجة و المنزلة و قيل معناه افعل بي من اللطف ما يؤديني إلى الصلاح و الاجتماع مع النبيين في الثواب و في هذا دلالة على عظم شأن الصلاح و هو الاستقامة على ما أمر الله تعالى به و دعا إليه‌} «وَ اِجْعَلْ لِي لِسََانَ صِدْقٍ فِي اَلْآخِرِينَ» أي ثناء حسنا في آخر الأمم و ذكرا جميلا و قبولا عاما في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة فأجاب الله سبحانه دعاه فكل أهل الأديان يثنون عليه و يقرون بنبوته و العرب تضع اللسان موضع القول على الاستعارة لأن القول يكون بها و كذلك يسمون اللغة لسانا قال الأعشى بأهلة:

إني أتتني لسانا لا أسر بها # من علو لا عجب منها و لا سخر

و قيل إن معناه و اجعل لي ولد صدق في آخر الأمم يدعو إلى الله و يقوم بالحق و هو محمد ص } «وَ اِجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ اَلنَّعِيمِ» أي من الذين يرثون الفردوس‌} «وَ اِغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كََانَ مِنَ اَلضََّالِّينَ» أي من الذاهبين عن الصواب في اعتقاده و وصفه بأنه ضال يدل على أنه كان كافرا كفر جهالة لا كفر عناد و قد ذكرنا الوجه في استغفار إبراهيم لأبيه في سورة التوبة «وَ لاََ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ» أي لا تفضحني و لا تعيرني بذنب يوم تحشر الخلائق و هذا الدعاء كان منه (ع) على وجه الانقطاع إلى الله تعالى لما بينا أن القبيح لا يجوز وقوعه من الأنبياء (ع) ثم فسر ذلك اليوم بأن قال‌} «يَوْمَ لاََ يَنْفَعُ مََالٌ وَ لاََ بَنُونَ» أي لا ينفع المال و البنون أحدا إذ لا يتهيأ لذي المال أن يفتدي من شدائد ذلك اليوم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست