responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 269

(1) - و «بُشْراً» نصب على الحال في الوجوه كلها من الرياح و العامل فيه «أَرْسَلَ» . «مِمََّا خَلَقْنََا» الجار و المجرور في موضع نصب على الحال.

ـ

المعنى‌

ثم حكى سبحانه عن الكفار الذين وصفهم فيما تقدم فقال «وَ إِذََا رَأَوْكَ» أي و إذا شاهدوك يا محمد «إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاََّ هُزُواً» أي ما يتخذونك إلا مهزوا به و المعنى أنهم يستهزءون بك و يستصغرونك و يقولون على وجه السخرية «أَ هََذَا اَلَّذِي بَعَثَ اَللََّهُ رَسُولاً» أي بعثه الله إلينا رسولا «إِنْ كََادَ لَيُضِلُّنََا عَنْ آلِهَتِنََا» قال ابن عباس معناه لقد كاد يصرفنا عن عبادة آلهتنا و تأويله قد قارب أن يأخذ بنا في غير جهة عبادة آلهتنا على وجه يؤدي إلى هلاكنا فإن الإضلال الأخذ بالشي‌ء إلى طريق الهلاك } «لَوْ لاََ أَنْ صَبَرْنََا عَلَيْهََا» أي على عبادتها لأزلنا عن ذلك و حذف الجواب لدلالة الكلام عليه فقال سبحانه متوعدا لهم «وَ سَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ اَلْعَذََابَ» الذي ينزل بهم في الآخرة عيانا «مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً» أي من أخطأ طريقا عن الهدى أ هم أم المؤمنون ثم عجب سبحانه نبيه ص من نهاية جهلهم فقال «أَ رَأَيْتَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلََهَهُ هَوََاهُ» أي من جعل إلهه ما يهواه و هو غاية الجهل و كان الرجل من المشركين يعبد الحجر و الصنم فإذا رأى أحسن منه رمى به و أخذ يعبد الآخر عن سعيد بن جبير و قيل معناه أ رأيت من ترك عبادة خالقه و إلهه ثم هوى حجرا فعبده ما حاله عندك عن عطاء عن ابن عباس و قيل من أطاع هواه و اتبعه فهو كالإله له و ترك الحق عن القتيبي «أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً» أي أ فأنت كفيل حافظ يحفظه من اتباع هواه و عبادة ما يهواه من دون الله أي لست كذلك و قيل معناه أ تقدر أنت يا محمد أن تهديه إذا لم يتدبر و لم يتفكر أي لا تقدر على ذلك لأن الوكيل هو الكافي للشي‌ء و لا يكون كذلك إلا و هو قادر عليه ثم قال للنبي ص } «أَمْ تَحْسَبُ» يا محمد «أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ» ما تقوله سماع طالب للأفهام «أَوْ يَعْقِلُونَ» ما تقوله لهم و تقرأ عليهم و ما يعاينونه من المعجزات و الحجج أي لا تظن ذلك «إِنْ هُمْ إِلاََّ كَالْأَنْعََامِ» أي ما هم إلا كالبهائم التي تسمع النداء و لا تعقل «بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» من الأنعام لأنهم مكنوا من المعرفة فلم يعرفوا و الأنعام لم يمكنوا منها و لأن الأنعام ألهمت منافعها و مضارها فهي لا تفعل ما يضرها و هؤلاء عرفوا طريق الهلاك و النجاة و سعوا في هلاك أنفسهم و تجنبوا سبيل نجاتهم فهم أضل منها ثم نبه سبحانه على النظر فيما يدل على وحدانيته و كمال قدرته فقال‌} «أَ لَمْ تَرَ» الخطاب للنبي ص و المراد به سائر المكلفين «إِلى‌ََ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ اَلظِّلَّ» أي أ لم تر إلى فعل ربك ثم حذف المضاف عن مقاتل و قيل معناه أ لم تعلم فيكون من رؤية القلب عن الزجاج و ذكر أن هذا على القلب و تقديره أ لم تر إلى الظل كيف مده ربك يعني الظل من وقت طلوع الفجر إلى طلوع الشمس عن ابن عباس و الضحاك

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست