نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 225
(1) - المصباح خلف تلك الزجاجة و يكون للكوة باب آخر يوضع المصباح فيه و قيل المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة و هو مثل الكوة و المصباح السراج و قيل المشكاة القنديل و المصباح الفتيلة عن مجاهد «اَلْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ» أي ذلك السراج في زجاجة و فائدة اختصاص الزجاجة بالذكر أنه أصفى الجواهر فالمصباح فيه أضوأ «اَلزُّجََاجَةُ كَأَنَّهََا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» أي تلك الزجاجة مثل الكوكب العظيم المضيء الذي يشبه الدر في صفائه و نوره و نقائه و إذا جعلته من الدرء و هو الدفع فمعناه المندفع السريع الوقع في الانقضاض و يكون ذلك أقوى لضوئه «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبََارَكَةٍ» أي يشتعل ذلك السراج من دهن شجرة مباركة «زَيْتُونَةٍ» أراد بالشجرة المباركة شجرة الزيتون لأن فيها أنواع المنافع فإن الزيت يسرج به و هو إدام و دهان و دباغ و يوقد بحطبهو ثفله و يغسل برماده الإبريسم و لا يحتاج في استخراج دهنه إلى إعصار و قيل إنه خص الزيتونة لأن دهنها أصفى و أضوأ و قيل لأنها أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان و منبتها منزل الأنبياء و قيل لأنه بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم فلذلك سميت مباركة «لاََ شَرْقِيَّةٍ وَ لاََ غَرْبِيَّةٍ» أي لا يفيء عليها ظل شرق و لا غرب فهي ضاحية للشمس لا يظلها جبل و لا شجر و لا كهف فزيتها يكون أصفر عن ابن عباس و الكلبي و عكرمة و قتادة فعلى هذا يكون المعنى أنها ليست بشرقية لا تصيبها الشمس إذا هي غربت و لا هي غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت بل هي شرقية غربية أخذت بحظها من الأمرين و قيل معناه إنها ليست من شجر الدنيا فتكون شرقية أو غربية عن الحسن و قيل معناه إنها ليست في مقنوة لا تصيبها الشمس و لا هي بارزة للشمس لا يصيبها الظل بل يصيبها الشمس و الظل عن السدي و قيل ليست من شجر الشرق و لا من شجر الغرب لأن ما اختص بإحدى الجهتين كان أقل زيتا و أضعف ضوءا لكنها من شجر الشام و هي ما بين الشرق و الغرب عن ابن زيد «يَكََادُ زَيْتُهََا يُضِيءُ» من صفائه و فرط ضيائه «وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نََارٌ» أي قبل أن تصيبه النار و تشتعل فيه و اختلف في هذا المشبه و المشبه به على أقوال (أحدها) أنه مثل ضربه الله لنبيه محمد ص فالمشكاة صدره و الزجاجة قلبه و المصباح فيه النبوة لا شرقية و لا غربية أي لا يهودية و لا نصرانية توقد من شجرة مباركة يعني شجرة النبوة و هي إبراهيم (ع) يكاد نور محمد ص يبين للناس و لو لم يتكلم به كما أن ذلك الزيت يكاد يضيء و لو لم تمسسه نار أي تصبه النار عن كعب و جماعة من المفسرين و قد قيل أيضا أن المشكاة إبراهيم و الزجاجة إسماعيل و المصباح محمد ص كما سمي سراجا في موضع آخر من شجرة مباركة يعني إبراهيم لأن أكثر الأنبياء من صلبه لا شرقية و لا غربية لا نصرانية و لا يهودية لأن النصارى تصلي إلى المشرق و اليهود تصلي إلى المغربيكاد زيتها يضيء أي يكاد محاسن محمد ص تظهر قبل أن يوحى إليه
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 225