responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 193

(1) - «أَ فَحَسِبْتُمْ» معاشر الجاحدين للبعث و النشور الظانين دوام الدنيا «أَنَّمََا خَلَقْنََاكُمْ عَبَثاً» أي لعبا و باطلا لا لغرض و حكمة و مثله‌ أَ يَحْسَبُ اَلْإِنْسََانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً و المعنى أ فظننتم أنا خلقناكم لتفعلوا ما تريدون ثم إنكم لا تحشرون و لا تسألون عما كنتم تعملون هذا عبث فإن من خلق الأشياء لا لينتفع به نفسه أو غيره كان عابثا و الله سبحانه غني لا يلحقه منفعة فلا بد من أن يكون خلق الخلق لينفعهم و يعرضهم للثواب بأن يتعبدهم و إذا تعبدهم فلا بد من الفرق بين المطيع و العاصي و ذلك إنما يكون بعد البعث «وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنََا لاََ تُرْجَعُونَ» أي و حسبتم أنكم لا ترجعون إلى حكمنا و الموضع الذي لا يملك الحكم فيه غيرنا} «فَتَعََالَى اَللََّهُ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ» أي تعالى عما يصفه به الجهال من الشريك و الولد و قيل معناه تعالى الله من أن يفعل شيئا عبثا و الملك الحق الذي يحق له الملك بأنه ملك غير مملوك و كل ملك غيره فملكه مستعار و لأنه يملك جميع الأشياء من جميع الوجوه و كل ملك سواه يملك بعض الأشياء من بعض الوجوه و الحق هو الشي‌ء الذي من اعتقد كان على ما اعتقده فالله هو الحق لأن من اعتقد أنه «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» فقد اعتقد الشي‌ء على ما هو به‌ «رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْكَرِيمِ» أي خالق السرير الحسن و الكريم في صفة الجماد بمعنى الحسن و قيل الكريم الكثير الخير وصف العرش به لكثرة ما فيه من الخير لمن حوله و لإتيان الخير من جهته و خص العرش بالذكر مع كونه سبحانه رب كل شي‌ء تشريفا و تعظيما كقوله‌ رَبَّ هََذَا اَلْبَيْتِ «وَ مَنْ يَدْعُ مَعَ اَللََّهِ إِلََهاً آخَرَ لاََ بُرْهََانَ لَهُ بِهِ» أي لا حجة له فيما يدعيه يعني أن من صفته أنه لا حجة له به «فَإِنَّمََا حِسََابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ» معناه فإنما معرفة مقدار ما يستحقه من الجزاء عند ربه فيجازيه على قدر ما يستحقه و قيل معناه فإنما مكافاته عند الله تعالى و المكافاة و المحاسبة بمعنى «إِنَّهُ لاََ يُفْلِحُ اَلْكََافِرُونَ» أي لا يظفر و لا يسعد الجاحدون لنعم الله و المنكرون لتوحيده و الدافعون للبعث و النشور و لما حكى سبحانه أقوال الكفار أمر نبيه ص بالتبري منهم و الانقطاع إليه سبحانه فقال‌} «وَ قُلْ» يا محمد «رَبِّ اِغْفِرْ» الذنوب «وَ اِرْحَمْ» و أنعم على خلقك «وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلرََّاحِمِينَ» أي أفضل المنعمين و أكثرهم نعمة و أوسعهم فضلا.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست