نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 183
(1) - من البعث «مِنْ قَبْلُ» أي من قبل مجيئك فما صدق وعدهم «إِنْ هََذََا إِلاََّ أَسََاطِيرُ اَلْأَوَّلِينَ» أي ما هذا إلا أكاذيب الأولين قد سطروا ما لا حقيقة له و إنما يجري مجرى حديث السمر الذي يكتب للأطراف به ثم احتج على هؤلاء المنكرين للبعث و النشور فقال} «قُلْ» يا محمد لهم «لِمَنِ اَلْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهََا» أي لمن خلق الأرض و ملكها و من فيها من العقلاء «إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ` سَيَقُولُونَ» في الجواب} «لِلََّهِ» و إنما قال ذلك لأنهم كانوا يقرون بأن الله هو الخالق «قُلْ أَ فَلاََ تَذَكَّرُونَ» أي فقل لهم عند ذلك أ فلا تتفكرون فتعلمون أنه تعالى قادر على ذلك و من قدر عليه قدر على إحياء الموتى لأنه ليس ذلك بأعظم منه ثم زاد في الحجة فقال «قُلْ» يا محمد لهم أيضا «مَنْ رَبُّ اَلسَّمََاوََاتِ اَلسَّبْعِ» أي من مالكها و المتصرف فيها «وَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ» أي و من مالك العرش و مدبره لأنهم كانوا يقرون بأن الله خالق السماوات و أن الملائكة سكان السماوات و العرش عندهم عبارة عن الملك إلا أن يكون أتاهم خلق العرش من قبل النقل ثم أخبر أنهم سيقولون الله في الجواب عن ذلك أي إن رب السماوات و رب العرش هو الله و من قرأ} «لِلََّهِ» فالمعنى أنها لله «قُلْ أَ فَلاََ تَتَّقُونَ» أي فعند ذلك يلزمهم الحجة فقل لهم أ فلا تتقون عذابه على جحد توحيده و الإشراك في عبادته و في إنكار البعث ثم زاد في الحجة فقال} «قُلْ» يا محمد لهم أيضا «مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ» و الملكوت من صفات المبالغة في الملك كالجبروت و الرهبوت و قال مجاهد ملكوت كل شيء خزائن كل شيء «وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لاََ يُجََارُ عَلَيْهِ» أي يمنع من السوء من يشاء و لا يمتنع منه من أراده بسوء يقال أجرت فلانا إذا استغاث بك فحميته و أجرت عليه إذا حميت عنه و يحتمل أن يكون أراد في الدنيا أي من قصد عبدا من عباده بسوء قدر على منعه و من أراد الله بسوء لم يقدر على منعه أحد و يحتمل أن يكون أراد في الآخرة أي يجير من العذاب و لا يجار عليه منه «إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» أي إن كنتم تعلمون ذلك فأجيبوا} «سَيَقُولُونَ» في الجواب «لِلََّهِ قُلْ فَأَنََّى تُسْحَرُونَ» أي فكيف يخيل إليكم الحق باطلا و الصحيح فاسدا مع وضوح الحق و تمييزه من الباطل و قيل معناه فكيف تعمون عن هذا و تصدون عنه من قولهم سحرت أعيننا فلم نبصر و قيل معناه فكيف تخدعون و يموه عليكم كقول امرئ القيس
"و نسحر بالطعام و بالشراب"
أي و نخدع} «بَلْ أَتَيْنََاهُمْ بِالْحَقِّ وَ إِنَّهُمْ لَكََاذِبُونَ» معناه إنا جئناهم بالحق و بينا لهم الحق الذي فيه بيان كذبهم و لكنهم أصروا على باطلهم و كذبهم.
النظم
و إنما اتصلت الآية الأولى بما قبلها بمعنى أنهم لو تفكروا لعلموا و لكن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 183