responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 18

(1) - كان فيه سبب نجاتك من القتل حتى عنيت بأمرك و قيل كانت رأت في المنام عن الجبائي ثم فسر ذلك الإيحاء فقال‌} «أَنِ اِقْذِفِيهِ فِي اَلتََّابُوتِ» أي اجعليه فيه بأن ترميه فيه «فَاقْذِفِيهِ فِي اَلْيَمِّ» يريد النيل «فَلْيُلْقِهِ اَلْيَمُّ بِالسََّاحِلِ» و هو شط البحر لفظه أمر فكأنه أمر البحر كما أمر أم موسى و المراد به الخبر و المعنى حتى يلقيه البحر بالشط «يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَ عَدُوٌّ لَهُ» يعني فرعون كان عدوا لله و لأنبيائه و عدوا لموسى خاصة لتصوره إن ملكه ينقرض على يده و كانت هذه المنة من الله سبحانه على موسى أن فرعون كان يقتل غلمان بني إسرائيل ثم خشي أن يفنى نسلهم فكان يقتل بعد ذلك في سنة و لا يقتل في سنة فولد موسى في السنة التي كان يقتل الغلمان فيها فنجاه الله تعالى منه «وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي» أي جعلتك بحيث يحبك من يراك حتى أحبك فرعون فسلمت من شره و أحبتك امرأته آسية بنت مزاحم فتبنتك و ربتك في حجرها عن عكرمة و قيل معناه حببتك إلى عبادي فلا يلقاك أحد مؤمن و لا كافر إلا أحبك عن ابن عباس و هذا كما يقال ألبسه الله جمالا و ألقى عليه جمالا و قال قتادة ملاحة كانت في عين موسى فما رآه أحد إلا عشقه «وَ لِتُصْنَعَ عَلى‌ََ عَيْنِي» أي لتربى و تغذى بمرأى مني أي يجري أمرك على ما أريد بك من الرفاهة في غذائك عن قتادة و ذلك أن من صنع لإنسان شيئا و هو ينظر إليه صنعه كما يحب و لا يتهيأ له خلافه و قيل لتربى و يطلب لك الرضاع على علم مني و معرفة لتصل إلى أمك عن الجبائي و قيل لتربى و تغذى بحياطتي و كلاءتي و حفظي كما يقال في الدعاء بالحفظ و الحياطة عين الله عليك عن أبي مسلم } «إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ» الظرف يتعلق بتصنع و المعنى و لتصنع على عيني قدرنا مشي أختك و قولها «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‌ََ مَنْ يَكْفُلُهُ» لأن هذا كان من أسباب تربية موسى على ما أراده الله و هو قوله «إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ» يعني حين قالت لها أم موسى قصيه فاتبعت موسى على إثر الماء و ذلك أن أم موسى اتخذت تابوتا و جعلت فيه قطنا و وضعته فيه و ألقته في النيل و كان يشرع من النيل نهر كبير في باغ فرعون فبينا هو جالس على رأس البركة مع امرأته آسية إذ التابوت يجي‌ء على رأس الماء فأمر بإخراجه فلما فتحوا رأسه إذا صبي به من أحسن الناس وجها فأحبه فرعون بحيث لا يتمالك و جعل موسى يبكي و يطلب اللبن فأمر فرعون حتى أتته النساء اللاتي كن حول داره فلم يأخذ موسى من لبن واحدة منهن و كانت أخت موسى واقفة هناك إذا أمرتها أمها أن تتبع التابوت‌فقالت إني آتي بامرأة ترضعه و ذلك قوله «فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‌ََ مَنْ يَكْفُلُهُ» أي أدلكم على امرأة تربيه و ترضعه و هي ناصحة له فقالوا نعم فجاءت بالأم فقبل ثديها فذلك قوله «فَرَجَعْنََاكَ إِلى‌ََ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهََا» برؤيتك و بقائك «وَ لاََ تَحْزَنَ» من خوف قتله أو غرقه و ذلك أنها حملته إلى بيتها آمنة مطمئنة قد جعل لها

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست