نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 158
(1) -} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنِ اَللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» اللغو في الحقيقة هو كل قول أو فعل لا فائدة فيه يعتد بها فذلك قبيح محظور يجب الإعراض عنه و قال ابن عباس اللغو الباطل و قال الحسن هو جميع المعاصي و قال السدي هو الكذب و قال مقاتل هو الشتم فإن كفار مكة كانوا يشتمون النبي ص و أصحابه فنهوا عن إجابتهم و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال هو أن يتقول الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله و في رواية أخرى أنه الغناء و الملاهي«وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكََاةِ فََاعِلُونَ» أي مؤدون فعبر عن التأدية بالفعل لأنه فعل قال أمية بن أبي الصلت "المطعمون الطعام في السنة الأزمة و الفاعلون للزكوات"قال ابن عباس للصدقة الواجبة مؤدون} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حََافِظُونَ» قال الليث الفرج اسم لجميع سوءات الرجال و النساء و المراد بالفروج هاهنا فروج الرجال بدلالة قوله «إِلاََّ عَلىََ أَزْوََاجِهِمْ أَوْ مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُهُمْ» قال الزجاج المعنى أنهم يلامون في إطلاق ما حظر عليهم و أمروا بحفظه إلا على أزواجهم و دل على المحذوف ذكر اللوم في قوله «فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ» و ملك اليمين في الآية المراد به الإماء لأن الذكور من المماليك لا خلاف في وجوب حفظ الفرج منهم و إنما قيل للجارية ملك يمين و لم يقل في الدار و نحوها ملك يمين لأن ملك الجارية أخص منه إذ يجوز له نقض بنية الدار و ليس له نقض بنية الجارية و له عارية الدار و ليس له عارية الجارية للوطء حتى توطأ بالعارية و إنما أطلق سبحانه إباحة وطء الأزواج و الإماء و إن كانت لهن أحوال يحرم وطؤهن فيها كحال الحيض و العدة للجارية من زوج لها و ما أشبه ذلك لأن الغرض بالآية بيان جنس من يحل وطؤها دون الأحوال التي لا يحل فيها الوطء} «فَمَنِ اِبْتَغىََ وَرََاءَ ذََلِكَ» أي طلب سوى الأزواج و الولائد المملوكة «فَأُولََئِكَ هُمُ اَلعََادُونَ» أي الظالمون المتجاوزون إلى ما لا يحل لهم} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِأَمََانََاتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رََاعُونَ» أي حافظون وافون و الأمانات ضربان أمانات الله تعالى و أمانات العباد فالأمانات التي بين الله تعالى و بين عباده هي العبادات كالصيام و الصلاة و الاغتسال و أمانات العباد هي مثل الودائع و العواري و البياعات و الشهادات و غيرها و أما العهد فعلى ثلاثة أضرب أوامر الله تعالى و نذور الإنسان و العقود الجارية بين الناس فيجب على الإنسان الوفاء بجميع ضروب الأمانات و العهود و القيام بما يتولاه منها} «وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَلىََ صَلَوََاتِهِمْ يُحََافِظُونَ» أي يقيمونها في أوقاتها و لا يضيعونها و إنما أعاد ذكر الصلاة تنبيها على عظم قدرها و علو رتبتها عنده تعالى} «أُولََئِكَ هُمُ اَلْوََارِثُونَ» معناه إن من كانوا بهذه الصفات
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 158