نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 157
(1) -
القراءة
قرأ ابن كثير لأمانتهم على الواحد هنا و في المعارج و الباقون لِأَمََانََاتِهِمْ على الجمع و قرأ على صلاتهم بالأفراد أهل الكوفة غير عاصم و الباقون «عَلىََ صَلَوََاتِهِمْ» على الجمع.
الحجة
قال أبو علي وجه الإفراد في الأمانة أنه مصدر و اسم جنس فيقع على الكثرة و وجه الجمع قوله إِنَّ اَللََّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا اَلْأَمََانََاتِ إِلىََ أَهْلِهََا و مما أفردت فيه الأمانة و المراد به الكثرة ما روي عن النبي ص أنه قال من الأمانة أن اؤتمنت المرأة على فرجها يريد تفسير قوله وَ لاََ يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مََا خَلَقَ اَللََّهُ فِي أَرْحََامِهِنَّ و وجه الإفراد في الصلاة أنها مصدر و وجه الجمع أنها صارت بمنزلة الاسم لاختلاف أنواعها و الجمع فيه أقوى لأنه صار اسما شرعيا لانضمام ما لم يكن في أصل اللغة إليها.
المعنى
«قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ» أي فاز بثواب الله الذين صدقوا بالله و بوحدانيته و برسله و قيل معنى أفلح بقي أي قد بقيت أعمالهم الصالحة و قيل معناه قد سعد قال لبيد
"و لقد أفلح من كان عقل"
قال الفراء يجوز أن يكون قد هاهنا لتأكيد الفلاح للمؤمنين و يجوز أن يكون تقريبا للماضي من الحال أ لا تراهم يقولون قد قامت الصلاة قبل حال قيامها فيكون المعنى في الآية إن الفلاح قد حصل لهم و أنهم عليه في الحال ثم وصف هؤلاء المؤمنين بأوصاف فقال} «اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاََتِهِمْ خََاشِعُونَ» أي خاضعون متواضعون متذللون لا يرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم و لا يلتفتون يمينا و لا شمالا و روي أن النبي ص رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاتهفقال أما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه
و في هذا دلالة على أن الخشوع في الصلاة يكون بالقلب و بالجوارح فأما بالقلب فهو أن يفرغ قلبه بجمع الهمة لها و الإعراض عما سواها فلا يكون فيه غير العبادة و المعبود و أما بالجوارح فهو غض البصر و الإقبال عليها و ترك الالتفات و العبث قال ابن عباس خشع فلا يعرف من على يمينه و لا من على يساره و روي أن رسول الله ص كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته فلما نزلت الآية طأطأ رأسه و رمى ببصره إلى الأرض
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 157