responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 145

(1) - نبينا ص مرة بالنبي و مرة بالرسول فقال يا أيها الرسول و يا أيها النبي فالرسول و النبي واحد لأن الرسول يعم الملائكة و البشر و النبي يختص البشر فجمع بينهما هنا و في قوله‌ وَ كََانَ رَسُولاً نَبِيًّا «إِلاََّ إِذََا تَمَنََّى أَلْقَى اَلشَّيْطََانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ» قال المرتضى لا يخلو التمني في الآية من أن يكون معناه التلاوة كما قال حسان بن ثابت

تمنى كتاب الله أول ليلة # و آخره لاقى حمام المقادر

أو يكون تمني القلب فإن كان المراد التلاوة فالمعنى أن من أرسل قبلك من الرسل كان إذا تلا ما يؤديه إلى قومه حرفوا عليه و زادوا فيما يقوله و نقصوا كما فعلت اليهود و أضاف ذلك إلى الشيطان لأنه يقع بغروره‌ «فَيَنْسَخُ اَللََّهُ مََا يُلْقِي اَلشَّيْطََانُ» أي يزيله و يدحضه بظهور حججه و خرج هذا على وجه التسلية للنبي ص لما كذب المشركون عليه و أضافوا إلى تلاوته من مدح آلهتهم ما لم يكن فيها و إن كان المراد تمني القلب فالوجه أن الرسول متى تمنى بقلبه بعض ما يتمناه من الأمور وسوس إليه الشيطان بالباطل يدعوه إليه و ينسخ الله ذلك و يبطله بما يرشده إليه من مخالفة الشيطان و ترك استماع غروره قال و أما الأحاديث المروية في هذا الباب فهي مطعونة و مضعفة عند أصحاب الحديث و قد تضمنت ما ينزه الرسل (ع) عنه و كيف يجوز ذلك على النبي ص و قد قال الله سبحانه‌ كَذََلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ و قال‌ سَنُقْرِئُكَ فَلاََ تَنْسى‌ََ و إن حمل ذلك على السهو فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة و نظمها ثم لمعنى ما تقدمها من الكلام لأنا نعلم ضرورة أن الساهي لو أنشأ قصيدة لم يجز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها و في معنى البيت الذي تقدمه و على الوجه الذي تقتضيه فائدته و يمكن أن يكون الوجه فيه ما ذكرناه في النزول لأن من المعلوم أنهم كانوا يلقون عند قراءته طلبا لتغليطه و يمكن أن يكون كان هذا في الصلاة لأنهم كانوا يلقون في قراءته‌و قيل أيضا إنه كان إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات و أتى بكلام على سبيل الحجاج لهم فلما تلا الآيات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الإنكار عليهم و على أن الأمر بخلاف ما قالوه و ظنوه و ليس يمتنع أن يكون هذا في الصلاة لأن الكلام في الصلاة حينئذ كان مباحا و إنما نسخ من بعد و قيل إن المراد بالغرانيق الملائكة و قد جاء ذلك في بعض الحديث فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم و قيل إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة فلما ظن المشركون أن المراد به آلهتهم نسخت تلاوته و قال البلخي و يجوز أن يكون النبي ص سمع هاتين الكلمتين من قومه و حفظهما فلما قرأ ألقاها الشيطان في ذكره فكاد أن يجريها على لسانه فعصمه الله و نبهه و نسخ وسواس الشيطان و أحكم آياته‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست