responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 133

(1) - مسلمون موحدون لا يشركون في تلبية الحج به أحدا ثم ضرب سبحانه مثلا لمن أشرك فقال «وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللََّهِ فَكَأَنَّمََا خَرَّ مِنَ اَلسَّمََاءِ» أي سقط من السماء «فَتَخْطَفُهُ اَلطَّيْرُ» أي تأخذه بسرعة قال ابن عباس يريد تخطف لحمه «أَوْ تَهْوِي بِهِ اَلرِّيحُ» أي تسقطه «فِي مَكََانٍ سَحِيقٍ» أي بعيد مفرط في البعد قال الزجاج أعلم الله سبحانه أن بعد من أشرك به من الحق كبعد من خر من السماء فذهب به الطير أو هوت به الريح في مكان بعيد و قال غيره شبه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلة فهو هالك لا محالة «ذََلِكَ» أي الأمر ذلك الذي ذكرنا «وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعََائِرَ اَللََّهِ» أي معالم دين الله و الأعلام التي نصبها لطاعته ثم اختلف في ذلك فقيل هي مناسك الحج كلها عن ابن زيد و قيل هي البدن و تعظيمها استسمانها و استحسانها عن مجاهد و عن ابن عباس في رواية مقسم و الشعائر جمع شعيرة و هي البدن إذا أشرعت أي أعلمت عليها بأن يشق سنامها من الجانب الأيمن ليعلم أنها هدي فالذي يهدي مندوب إلى طلب الأسمن و الأعظم و قيل شعائر الله دين الله كله و تعظيمها التزامها عن الحسن «فَإِنَّهََا» أي فإن تعظيمها لدلالة تعظيم عليه ثم حذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامه فقال فإنها «مِنْ تَقْوَى اَلْقُلُوبِ» أضاف التقوى إلى القلوب لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب و قيل أراد صدق النية} «لَكُمْ فِيهََا» أي في الشعائر «مَنََافِعُ» فمن تأول أن الشعائر الهدي قال إن‌ منافعها ركوب ظهورها و شرب ألبانها إذا احتيج إليها و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و هو قول عطاء بن أبي رباح و مذهب الشافعي و على هذا فقوله «إِلى‌ََ أَجَلٍ مُسَمًّى» معناه إلى أن ينحر و قيل إن المنافع من رسلها و نسلها و ركوب ظهورها و أصوافها و أوبارها «إِلى‌ََ أَجَلٍ مُسَمًّى» أي إلى أن يسمي هديا و بعد ذلك تنقطع المنافع عن مجاهد و قتادة و الضحاك و القول الأول أصح لأن قبل أن تسمى هديا لا تسمى شعائر و من قال إن الشعائر مناسك الحج قال المراد بالمنافع التجارة إلى أجل مسمى إلى أن يعود من مكة و من قال إن الشعائر دين الله قال لكم فيها منافع أي الأجر و الثواب و الأجل المسمى القيامة «ثُمَّ مَحِلُّهََا إِلَى اَلْبَيْتِ اَلْعَتِيقِ » و من قال إن شعائر الله هي البدن قال معناه أن محل الهدي و البدن الكعبة و قيل محله الحرم كله و قال أصحابنا إن كان الهدي للحج فمحله منى و إن كان للعمرة المفردة فمحله مكة قبالة الكعبة بالجزورة و محلها حيث يحل نحرها و من قال إن الشعائر مناسك الحج قال معناه ثم محل الحج و العمرة و الطواف بالبيت العتيق و إن منتهاها إلى البيت العتيق لأن التحلل يقع بالطواف و الطواف يختص بالبيت و من قال إن الشعائر هي الدين كله فيحتمل أن يكون معناه أن محل ما اختص منها بالإحرام هو البيت العتيق و ذلك الحج و العمرة في القصد له و الصلاة في التوجه إليه و يحتمل أن يكون معناه أن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست