نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 11
11
(1) - و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و يعضده ما رواه أنس عن النبي ص قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك و قرأ «أَقِمِ اَلصَّلاََةَ لِذِكْرِي» رواه مسلم في الصحيح ثم أخبره سبحانه بمجيء الساعة فقال} «إِنَّ اَلسََّاعَةَ آتِيَةٌ» يعني أن القيامة جائية قائمة لا محالة «أَكََادُ أُخْفِيهََا» أي أريد أن أخفيها عن عبادي لئلا تأتيهم إلا بغتة قال تغلب هذا أجود الأقوال و هو قول الأخفش و فائدة الإخفاء التهويل و التخويف فإن الناس إذا لم يعلموا متى تقوم الساعة كانوا على حذر منها كل وقت و روي ابن عباس أكاد أخفيها من نفسي و هي كذلك في قراءة أبي و روي ذلك عن الصادق (ع) و المعنى أكاد لا أظهر عليها أحدا و هو قول الحسن و قتادة و المقصود من ذلك تبعيد الوصول إلى علمها و تقديره إذا كدت أخفيها من نفسي فكيف أظهرها لك قال المبرد هذا على عادة العرب إذا بالغوا في كتمان الشيء قال كتمته حتى من نفسي أي لم أطلع عليه أحدا فبالغ سبحانه في إخفاء الساعة و ذكره بأبلغ ما تعرفه العرب و قال أبو عبيدة معنى أخفيها أظهرها و دخلت أكاد تأكيدا و المعنى يوشك أن أقيمها «لِتُجْزىََ كُلُّ نَفْسٍ بِمََا تَسْعىََ» أي بما تعمل من خير و شر و لينتصف من الظالم للمظلوم} «فَلاََ يَصُدَّنَّكَ عَنْهََا مَنْ لاََ يُؤْمِنُ بِهََا» أي لا يصرفنك عن الصلاة من لا يؤمن بالساعة و قيل معناه لا يمنعك عن الإيمان بالساعة من لا يؤمن بها و قيل عن العبادة و دعاء الناس إليها و قيل عن هذه الخصال «وَ اِتَّبَعَ هَوََاهُ» و الهوى ميل النفس إلى الشيء و معناه و من بنى الأمر على هوى النفس دون الحق و ذلك أن الدلالة قد قامت على قيام الساعة «فَتَرْدىََ» أي فتهلك كما هلك أي إن صددت عن الساعة بترك التأهب لها هلكت و الخطاب و إن كان لموسى (ع) فهو في الحقيقة لسائر المكلفينو في هذه الآيات دلالة على أن الله تعالى كلم موسى و أن كلامه محدث لأنه حل الشجرة و هي حروف منظومة.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 11