responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 770

770

(1) - مَرْيَمَ و قيل أراد بالكلمات ما وعد لأهل الثواب و أوعد لأهل العقاب عن أبي مسلم «لَنَفِدَ اَلْبَحْرُ» أي لفني ماء البحر «قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمََاتُ رَبِّي» و قيل‌ أن كلماته المراد بها مقدوراته و حكمته و عجائبه و قوله «وَ لَوْ جِئْنََا بِمِثْلِهِ مَدَداً» أي و لو جئنا بمثل البحر مددا له أي عونا و زيادة لما نفد ذلك و قيل أراد بكلمات ربي معاني كلمات ربي و فوائدها و هي القرآن و سائر كتبه و لم يرد بذلك أعيان الكلمات لأنه قد فرغ من كتابتها فيكون تقدير قل لو كان البحر مدادا لكتابة معاني كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كتابة معاني كلمات ربي فحذف لأن المعنى مفهوم و المداد هو الجائي و الآتي شيئا بعد شي‌ء قال ابن الأنباري : سمي المداد مدادا لإمداده الكاتب و يقال للزيت الذي يوقد به السراج مدادا و روى عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل قوله‌ وَ مََا أُوتِيتُمْ مِنَ اَلْعِلْمِ إِلاََّ قَلِيلاً قالت اليهود أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة و فيها علم كثير فأنزل الله هذه الآية و لذلك قال الحسن : أراد بالكلمات العلم فإنه لا يدرك و لا يحصى و نظيره‌ وَ لَوْ أَنَّ مََا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاََمٌ الآية ثم قال‌} «قُلْ» يا محمد «إِنَّمََا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» قال ابن عباس : علم الله نبيه التواضع لئلا يزهي على خلقه فأمره أن يقر على نفسه بأنه آدمي كغيره إلا أنه أكرم بالوحي و هو قوله «يُوحى‌ََ إِلَيَّ أَنَّمََا إِلََهُكُمْ إِلََهٌ وََاحِدٌ» لا شريك له أي لا فضل لي عليكم إلا بالدين و النبوة و لا علم لي إلا ما علمنيه الله تعالى «فَمَنْ كََانَ يَرْجُوا لِقََاءَ رَبِّهِ» أي فمن كان يطمع في لقاء ثواب ربه و يأمله و يقر بالبعث إليه و الوقوف بين يديه و قيل معناه فمن كان يخشى لقاء عقاب ربه و قيل إن الرجاء يشتمل على كلا المعنيين الخوف و الأمل و أنشد في ذلك قول الشاعر:

فلا كل ما ترجو من الخير كائن # و لا كل ما ترجو من الشر واقع‌

«فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صََالِحاً» أي خالصا لله تعالى يتقرب به إليه «وَ لاََ يُشْرِكْ بِعِبََادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» غيره من ملك أو بشر أو حجر أو شجر عن الحسن و قيل معناه لا يرائي في عبادته أحدا عن سعيد بن جبير و قال مجاهد : جاء رجل إلى النبي ص فقال إني أتصدق و أصل الرحم و لا أصنع ذلك إلا لله فيذكر ذلك مني و أحمد عليه فيسرني ذلك و أعجب به فسكت رسول الله ص و لم يقل شيئا فنزلت الآية قال عطاء :

عن ابن عباس إن الله تعالى قال «وَ لاََ يُشْرِكْ بِعِبََادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» و لم يقل و لا يشرك به لأنه أراد العمل الذي يعمل لله و يحب أن يحمد عليه قال و لذلك يستحب للرجل أن يدفع صدقته إلى غيره ليقسمها كيلا يعظمه من يصله بها و روي عن النبي ص أنه قال قال الله عز و جل (أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 770
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست