responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 746

(1) - بعضهم إنه كان ملكا أمر الله تعالى موسى أن يأخذ عنه ما حمله إياه من علم بواطن الأشياء و قال الأكثرون إنه كان من البشر ثم اختلفوا فقال الجبائي و غيره أنه كان نبيا لأنه لا يجوز أن يتبع النبي من ليس بنبي ليتعلم منه العلم لما في ذلك من الغضاضة على النبي و كان ابن الإخشيد يجوز أن لا يكون نبيا و يكون عبدا صالحا أودعه الله من علم باطن الأمور ما لم يودعه غيره و هذا ليس بالوجه‌ و متى قيل كيف يكون نبي أعلم من موسى في وقته قلنا يجوز أن يكون الخضر خص بعلم ما لا يتعلق بالأداء فاستعلم موسى من جهته ذلك العلم فقط و إن كان موسى أعلم منه في العلوم التي يؤديها من قبل الله تعالى «آتَيْنََاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنََا» يعني النبوة و قيل طول الحياة «وَ عَلَّمْنََاهُ مِنْ لَدُنََّا عِلْماً» أي علما من علم الغيب عن ابن عباس و قال الصادق (ع) كان عنده علم لم يكتب لموسى (ع) في الألواح و كان موسى يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته و أن جميع العلم قد كتب له في الألواح‌ «قََالَ لَهُ مُوسى‌ََ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ََ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمََّا عُلِّمْتَ رُشْداً» أي علما ذا رشد قال قتادة لو كان أحد مكتفيا من العلم لاكتفى نجي الله موسى و لكنه قال «هَلْ أَتَّبِعُكَ» الآية عظمه (ع) بهذا القول غاية التعظيم حيث أضاف العلم إليه و رضي باتباعه و خاطبه بمثل هذا الخطاب و الرشد العلوم الدينية التي ترشد إلى الحق و قيل هو علوم الألطاف الدينية التي تخفى على الناس‌} «قََالَ» العالم «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً» أي يثقل عليك الصبر و لا يخف عليك و لم يرد أنه لا يقدر على الصبر و إنما قال ذلك لأن موسى (ع) كان يأخذ الأمور على ظواهرها و الخضر كان يحكم بما علمه الله من بواطنها فلا يسهل على موسى مشاهدة ذلك ثم قال‌} «وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى‌ََ مََا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً» أي كيف تصبر على ما ظاهره عندك منكر و أنت لم تعرف باطنه و لم تعلم حقيقته و الخبر العلم و في هذا دلالة على أنه لم يرد بقوله «لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً» نفي الاستطاعة للصبر لأنه لو أراد ذلك لكان لا يستطيع الصبر سواء علم أو لم يعلم‌} «قََالَ» موسى «سَتَجِدُنِي إِنْ شََاءَ اَللََّهُ صََابِراً» أي اصبر على ما أرى منك «وَ لاََ أَعْصِي لَكَ أَمْراً» تأمرني به و لا أخالفك فيه قال الزجاج : و فيما فعله موسى (ع) و هو من جملة الأنبياء من طلب العلم و الرحلة فيه ما يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم و إن كان قد بلغ نهايته و أنه يجب أن يتواضع لمن هو أعلم منه و إنما قيد (ع) صبره بمشيئة الله لأنه أخبر به على ظاهر الحال فجوز أن لا يصبر فيما بعد بأن يعجز عنه فقال إن شاء الله ليخرج بذلك من أن يكون كاذبا} «قََالَ» الخضر له «فَإِنِ اِتَّبَعْتَنِي» و اقتفيت أثري «فَلاََ تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‌ءٍ حَتََّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً» أي لا تسألني عن شي‌ء أفعله مما تنكره و لا تعلم باطنه حتى أكون أنا الذي أفسره لك‌} «فَانْطَلَقََا» يمشيان على شاطئ البحر «حَتََّى إِذََا رَكِبََا فِي اَلسَّفِينَةِ خَرَقَهََا»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 746
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست