نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 727
(1) - يشوبها غيره و لا يخاف فيها ما يخاف في سائر الولايات من غير الحق و أما قوله «عُقْباً» فإن ما كان على فعل جاز تخفيفه على ما تقدم ذكره.
اللغة
أصل الحسبان السهام التي ترمى لتجري في طلق واحد و كان ذلك من رمي الأساورة و أصل الباب الحساب و إنما يقال لما يرمي به حسبان لأنه يكثر كثرة الحساب قال الزجاج : الصعيد الطريق الذي لا نبات فيه و الزلق الأرض الملساء المستوية لا نبات فيها و لا شيء و أصل الزلق ما تزلق عنه الأقدام فلا يثبت عليه .
الإعراب
«مََا شََاءَ اَللََّهُ» يحتمل أن يكون ما رفعا و تقديره الأمر ما شاء الله فيكون موصولا و الضمير العائد إليه يكون محذوفا لطول الكلام و يجوز أن يكون التقدير ما شاء الله كائن و يحتمل أن يكون ما في موضع نصب على معنى الشرط و الجزاء و يكون الجواب محذوفا و تقديره أي شيء شاء الله كان و مثله في حذف الجواب قوله فَإِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي اَلْأَرْضِ«إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ» أقل منصوب بأنه مفعول ثان لترن و أنا إن شئت كان توكيدا أو وصفا لياء المتكلم و إن شئت كان فصلا كما تقول كنت أنت القائم يا هذا قاله الزجاج و يجوز رفع أقل و قد قرأ بها عيسى بن عمر فيكون أنا مبتدأ و أقل خبره و الجملة في موضع نصب بأن يكون المفعول الثاني لترني و قوله «فَعَسىََ» الفاء جواب قوله «إِنْ تَرَنِ» و «ثَوََاباً» و «عُقْباً» منصوبان على التمييز.
ـ
المعنى
ثم بين سبحانه جواب المؤمن للكافر فقال «قََالَ لَهُ صََاحِبُهُ وَ هُوَ يُحََاوِرُهُ» أي يخاطبه و يجيبه مكفرا له بما قاله «أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرََابٍ» يعني أصل الخلقة أي خلق أباك من تراب و هو آدم (ع) و قيل لما كانت النطفة خلقها الله سبحانه بمجرى العادة من الغذاء و الغذاء ينبت من تراب جاز أن يقول خلقك من تراب «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوََّاكَ رَجُلاً» أي نقلك من حال إلى حال حتى جعلك بشرا سويا معتدل الخلقة و القامة و إنما كفره بإنكاره المعاد و في هذا دلالة على أن الشك في البعث و النشور كفر} «لََكِنَّا هُوَ اَللََّهُ رَبِّي» تقديره لكن أنا أقول هو الله ربي و خالقي و رازقي فإن افتخرت علي بدنياكفإن افتخاري بالتوحيد «وَ لاََ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً» أي لا أشرك بعبادتي إياه أحدا سواه بل أوجهها إليه وحده خالصا و إنما استحال الشرك في العبادة لأنها لا تستحق إلا بأصول النعم و بالنعمة التي لا يوازنها نعمة منعم و ذلك لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى ثم قال} «وَ لَوْ لاََ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مََا شََاءَ اَللََّهُ لاََ قُوَّةَ إِلاََّ بِاللََّهِ» معناه و قال لصاحبه الكافر هلا حين دخلت بستانك فرأيت تلك الثمار و الزرع شكرت الله تعالى و قلت ما شاء الله كان و إني و إن تعبت في جمعه و عمارته
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 727