responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 723

(1) - الجنتان و في تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم أنه يريد رجلا كان له بستانان كبيران كثيرا الثمار كما حكى سبحانه و كان له جار فقير فافتخر الغني على الفقير و قال له أنا أكثر منك مالا و أعز نفرا و هذا أليق بالظاهر «جَعَلْنََا لِأَحَدِهِمََا جَنَّتَيْنِ» أي بستانين أجنهما الأشجار «مِنْ أَعْنََابٍ وَ حَفَفْنََاهُمََا بِنَخْلٍ» أي جعلنا النخل مطيفا بهما «وَ جَعَلْنََا بَيْنَهُمََا زَرْعاً» أي و جعلنا بين البستانين مزرعة فكملت النعمة بالعنب و التمر و الزرع‌} «كِلْتَا اَلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهََا» أي كل واحدة من البستانين آتت غلتها و أخرجت ثمرتها و سماه أكلا لأنه مأكول «وَ لَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً» أي لم تنقص منه شيئا بل أدته على التمام و الكمال كما قال الشاعر:

و يظلمني مالي كذا و لوى يدي # لوى يده الله الذي هو غالبه‌

أي ينقصني مالي «وَ فَجَّرْنََا خِلاََلَهُمََا نَهَراً» أي شققنا وسط الجنتين نهرا يسقيهما حتى يكون الماء قريبا منهما يصل إليهما من غير كد و تعب و يكون ثمرهما و زرعهما بدوام الماء فيهما أوفي و أروى‌} «وَ كََانَ لَهُ ثَمَرٌ» قيل إن معناه و كان للنخل الذي فيهما ثمر و قيل معناه و كان للرجل ثمر ملكه من غير جنتيه كما يملك الناس ثمارا لا يملكون أصلها عن ابن عباس و قيل كان لهذا الرجل مع هذين البستانين الذهب و الفضة عن مجاهد و قيل كان له معهما جميع الأموال عن قتادة و ابن عباس في رواية أخرى «فَقََالَ لِصََاحِبِهِ وَ هُوَ يُحََاوِرُهُ» أي فقال الكافر لصاحبه المؤمن و هو يخاطبه و يراجعه في الكلام «أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مََالاً وَ أَعَزُّ نَفَراً» أي أعز عشيرة و رهطا و سمي العشيرة نفرا لأنهم ينفرون معه في حوائجه و قيل معناه أعز خدما و ولدا عن قتادة و مقاتل } «وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ وَ هُوَ ظََالِمٌ لِنَفْسِهِ» أي و دخل الكافر بستانه و هو ظالم لنفسه بكفره و عصيانه «قََالَ مََا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هََذِهِ أَبَداً» أي ما أقدر أن تفنى هذه الجنة و هذه الثمار أبدا و قيل يريد ما أظن هذه الدنيا تفنى أبدا} «وَ مََا أَظُنُّ اَلسََّاعَةَ قََائِمَةً» أي و ما أحسب القيامة آتية كائنة على ما يقوله الموحدون «وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى‌ََ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهََا مُنْقَلَباً» معناه و لئن كانت القيامة و البعث حقا كما يقوله الموحدون لأجدن خيرا من هذه الجنة قال الزجاج و هذا يدل على أن صاحبه المؤمن قد أعلمه أن الساعة تقوم و أنه يبعث فأجابه بأن قال له و لئن رددت إلى ربي أي كما أعطاني هذه في الدنيا سيعطيني في الآخرة أفضل منها لكرامتي عليه ظن الجاهل أنه أوتي ما أوتي لكرامته على الله تعالى و قيل معناه لأكتسبن في الآخرة خيرا من هذه التي اكتسبتها في الدنيا و من قرأ منهما رد الكناية إلى الجنتين اللتين تقدم ذكرهما و في هذا دلالة على أنه لم يكن قاطعا على نفي المعاد بل كان شاكا فيه.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 723
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست