responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 693

(1) - تصببت عرقا و تفقأت شحما و الأصل كبرت كلمتهم الخارجة من أفواههم قال الشاعر:

و لقد علمت إذا الرياح تناوحت # هدج الريال تكبهن شمالا

أي تكبهن الرياح شمالا و من قرأ كبرت كلمة فإنه جعل كلمة فاعل كبرت و جعل قولهم «اِتَّخَذَ اَللََّهُ وَلَداً» كلمة كما قالوا للقصيدة كلمة و على هذا فيكون قوله «تَخْرُجُ مِنْ أَفْوََاهِهِمْ» في موضع رفع بكونه صفة لكلمة و لا يجوز أن يكون وصفا لكلمة الظاهرة المنصوبة لأن الوصف يقرب النكرة من المعرفة و التمييز لا يكون معرفة البتة و لا يجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من كلمة المنصوبة لوجهين (أحدهما) أن الحال يقوم مقام الوصف و الثاني أن الحال لا يكون من نكرة في غالب الأمر و «أَسَفاً» منصوب بأنه مصدر وضع موضع الحال و لو كان في غير القرآن لجاز أن لم يؤمنوا بالفتح كما في قول الشاعر:

أ تجزع أن بأن الخليط المودع # و حبل الصفا من عزة المتقطع.

المعنى‌

«اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» يقول الله سبحانه لخلقه قولوا كل الحمد و الشكر لله «اَلَّذِي أَنْزَلَ عَلى‌ََ عَبْدِهِ» محمد ص «اَلْكِتََابَ» أي القرآن و انتجبه من خلقه و خصه برسالته فبعثه نبيا رسولا «وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ` قَيِّماً» فيه تقديم و تأخير و تقديره الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما و لم يجعل له عوجا و عنى بقوله‌} «قَيِّماً» معتدلا مستقيما مستويا لا تناقض فيه عن ابن عباس و قيل قيما على سائر الكتب المتقدمة يصدقها و يحفظها و ينفي البطل عنها و هو ناسخ لشرائعها عن الفراء و قيل قيما لأمور الدين يلزم الرجوع إليه فيها فهو كقيم الدار الذي يرجع إليه في أمرها عن أبي مسلم و قيل قيما دائما يدوم و يثبت إلى يوم القيامة لا ينسخ عن الأصم «وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً» أي لم يجعله ملتبسا لا يفهم و معوجا لا يستقيم و هو معنى قول ابن عباس و قيل لم يجعل فيه اختلافا كما قال عز و جل اسمه‌ وَ لَوْ كََانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللََّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاََفاً كَثِيراً عن الزجاج و معنى العوج في الكلام أن يخرج من الصحة إلى الفساد و من الحق إلى الباطل و مما فيه فائدة إلى ما لا فائدة فيه ثم بين سبحانه الغرض في إنزاله فقال «لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ» و معناه ليخوف العبد الذي أنزل عليه الكتاب الناس عذابا شديدا و نكارا و سطوة من عند الله تعالى إن لم يؤمنوا به «وَ يُبَشِّرَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلصََّالِحََاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً» معناه و ليبشر المصدقين بالله و رسوله الذين يعملون الطاعات بعد الإيمان أن لهم ثوابا حسنا في الآخرة على إيمانهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 693
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست