responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 680

(1) - لاعتقادهم أن الله تعالى جسم قال «قُلْ سُبْحََانَ رَبِّي» عن كونه بصفة الأجسام حتى تجوز عليه المقابلة و النزول و قيل معناه تنزيها له عن أن يفعل المعجزات تابعا للاقتراحات «هَلْ كُنْتُ إِلاََّ بَشَراً رَسُولاً» معناه أن هذه الأشياء ليس في طاقة البشر أن يأتي بها و أن يفعلها فلا أقدر بنفسي أن آتي بها كما لم يقدر من كان قبلي من الرسل و الله تعالى إنما يظهر الآيات المعجزة على حسب المصلحة و قد فعل فلا تطالبوني بما لا يطالب به البشر} «وَ مََا مَنَعَ اَلنََّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا» أي و ما صرف المشركين عن الإيمان أي التصديق بالله و برسوله «إِذْ جََاءَهُمُ اَلْهُدى‌ََ» أي حين أتاهم الحجج و البينات «إِلاََّ أَنْ قََالُوا» أي إلا قولهم «أَ بَعَثَ اَللََّهُ بَشَراً رَسُولاً» دخلت عليهم الشبهة في أنه لا يجوز أن يبعث الله رسولا إلا من الملائكة كما دخلت عليهم الشبهة في أن عبادتهم لا تصلح لله فوجهوها إلى الأصنام فعظموا الله بجهلهم بما ليس فيه تعظيم و إنما ذكر سبحانه هنا لفظ المنع مبالغة في وصف الصرف و إلا فالمنع يستحيل معه الفعل فلا يجوز أن يكون مرادا هنا و لكن شبه الصرف بالمنع‌} «قُلْ» يا محمد «لَوْ كََانَ فِي اَلْأَرْضِ مَلاََئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ» أي ساكنين قاطنين «لَنَزَّلْنََا عَلَيْهِمْ مِنَ اَلسَّمََاءِ مَلَكاً رَسُولاً» منهم‌ عن الحسن و قيل معناه مطمئنين إلى الدنيا و لذاتها غير خائفين و لا متعبدين بشرع لأن المطمئن من زال الخوف عنه عن الجبائي و قيل معناه لو كان أهل الأرض ملائكة لبعثنا إليهم ملكا ليكونوا إلى الفهم إليه أسرع عن أبي مسلم و قيل إن العرب قالوا كنا ساكنين مطمئنين فجاء محمد فأزعجنا و شوش علينا أمرنا فبين سبحانه أنهم لو كانوا ملائكة مطمئنين لأوجبت الحكمة إرسال الرسل إليهم فكذلك كون الناس مطمئنين لا يمنع من إرسال الرسول إليهم إذ هم أحوج إليه من الملائكة فكيف أنكروا إرسال الرسول إليهم مع كونهم مطمئنين (سؤال) قالوا إذا جاز أن يكون الرسول إلى النبي ملكا ليس من جنسه فجاز أن يكون الرسول إلى الناس أيضا ملكا ليس من جنسهم (و جوابه) أن صاحب المعجزة قد اختير للنبوة فصارت حاله مقاربة لحال الملك و ليس كذلك غيره من الأمة لأنه يجوز أن يرى الملائكة كما يرى بعضهم بعضا بخلاف الأمة و أيضا فإن النبي يحتاج إلى معجزة تعرف بها رسالة نفسه كما احتاجت إليه الأمة فجعل الله المعجزة رؤيته الملك.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 680
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست