responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 673

(1) -

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن القرآن فقال «وَ نُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْآنِ مََا هُوَ شِفََاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» و وجه الشفاء فيه من وجوه (منها) ما فيه من البيان الذي يزيل عمى الجهل و حيرة الشك (و منها) ما فيه من النظم و التأليف و الفصاحة البالغة حد الإعجاز الذي يدل على صدق النبي ص فهو من هذه الجهة شفاء من الجهل و الشك و العمى في الدين و يكون شفاء للقلوب (و منها) أنه يتبرك به و بقراءته و يستعان به على دفع العلل و الأسقام و يدفع الله به كثيرا من المكاره و المضار على ما تقتضيه الحكمة (و منها) ما فيه من أدلة التوحيد و العدل و بيان الشرائع و الأمثال و الحكم و ما في التعبد بتلاوته من الصلاح الذي يدعو إلى أمثاله بالمشاركة التي بينه و بينه فهو شفاء للناس في دنياهم و آخرتهم و رحمة للمؤمنين أي نعمة لهم و خصهم بذلك لأنهم المنتفعون به «وَ لاََ يَزِيدُ اَلظََّالِمِينَ إِلاََّ خَسََاراً» و معناه أنهم لا يزدادون عنده إلا خسارا يخسرون الثواب و يستحقون العقاب لكفرهم به و تركهم التدبر له و التفكر فيه و هذا كقوله‌ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعََائِي إِلاََّ فِرََاراً و يحتمل أن يريد أن القرآن يظهر خبث سرائرهم و ما يأتمرون به من الكيد و المكر بالنبي ص فيفتضحون بذلك‌} «وَ إِذََا أَنْعَمْنََا عَلَى اَلْإِنْسََانِ أَعْرَضَ» عن ذكرنا أي ولى كأنه لم يقبل علينا بالدعاء و الابتهال «وَ نَأى‌ََ بِجََانِبِهِ» أي بعد بنفسه عن القيام بحقوق أنعامنا فلا يشكره كما أعرض عن النعمة بالقرآن و قال مجاهد معناه تباعد منا و على هذا فيكون معناه تجبر و تكبر و أعجب بنفسه لأن المعجب نافر عن الناس متباعد عنهم «وَ إِذََا مَسَّهُ اَلشَّرُّ كََانَ يَؤُساً» معناه و إذا أصابه المحنة و الشدة و الفقر لم يصبر و كان قنوطا من رجاء الفرج من الله تعالى بخلاف المؤمن الذي يرجو الفرج و الروح فيكون المراد بالآية خاصا و إن كان اللفظ عاما و سمي الأمراض و البلايا شرا لكونها شرا عند الكافر من حيث لا يرجو ثوابا و لا عوضا و لأن الطباع تنفر عنها و تكرهها و إلا فهي في الحقيقة صلاح و حكمة و صواب‌} «قُلْ» يا محمد لهم «كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‌ََ شََاكِلَتِهِ» أي كل واحد من المؤمن و الكافر يعمل على طبيعته و خليقته التي تخلق بها عن ابن عباس و قيل على طريقته و سنته التي اعتادها عن الفراء و الزجاج و قيل على ما هو أشكل بالصواب و أولى بالحق عنده عن الجبائي قال و لهذا قال «فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى‌ََ سَبِيلاً» أي أنه يعلم أي الفريقين على الهدى و أيهما على الضلالة و قيل معناه أنه أعلم بمن هو أصوب دينا و أحسن طريقا و قال بعض أرباب اللسان هذه الآية أرجى آية في كتاب الله لأن الأليق بكرمه سبحانه و جوده العفو عن عباده فهو يعمل به.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 673
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست