responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 662

(1) - عاملناهم معاملة المكرم على وجه المبالغة في الصفة و اختلف فيما كرموا به فقيل بالقوة و العقل و النطق و التمييز عن ابن عباس و الضحاك و قيل إنهم يأكلون باليد و كل دابة تأكل بفمها رواه ميمون بن مهران عن ابن عباس و قيل بتعديل القامة و امتدادها عن عطاء و قيل بالأصابع يعملون بها ما يشاءون روي ذلك جابر بن عبد الله و قيل بتسليطهم على غيرهم و تسخير سائر الحيوانات لهم عن ابن جرير و قيل بأن جعل محمدا ص منهم عن محمد بن كعب و قيل بأنهم يعرفون الله و يأتمرون بأمره و قيل بجميع ذلك و غيره من النعم التي خصوا بها و هو الأوجه «وَ حَمَلْنََاهُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ» في البر على الإبل و الخيل و البغال و الحمير و في البحر على السفن «وَ رَزَقْنََاهُمْ مِنَ اَلطَّيِّبََاتِ» أي من الثمار و الفواكه و الأشياء الطيبة و سائر الملاذ التي خص بها بنو آدم و لم يشركهم شي‌ء من الحيوان فيها «وَ فَضَّلْنََاهُمْ عَلى‌ََ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنََا تَفْضِيلاً» استدل بعضهم بهذا على إن الملائكة أفضل من الأنبياء قال لأن قوله «عَلى‌ََ كَثِيرٍ» يدل على أن هاهنا من لم يفضلهم عليه و ليس إلا الملائكة لأن بني آدم أفضل من كل حيوان سوى الملائكة بالاتفاق و هذا باطل من وجوه (أحدها) إن التفضيل هاهنا لم يرد به الثواب لأن الثواب لا يجوز التفضيل به ابتداء و إنما المراد بذلك ما فضلهم الله به من فنون النعم التي عددنا بعضها (و ثانيها) إن المراد بالكثير الجميع فوضع الكثير موضع الجميع و المعنى إنا فضلناهم على من خلقنا و هم كثير كما يقال بذلت له العريض من جاهي و أبحته المنيع من حريمي و لا يراد بذلك إني بذلت له عريض جاهي و منعته ما ليس بعريض و أبحته منيع حريمي و لم أبحه ما ليس منيعا بل المقصود أني بذلت له جاهي الذي من صفته أنه عريض و في القرآن و محاورات العرب من ذلك ما لا يحصى و لا يخفى ذلك على من عرف كلامهم قال سويد بن أبي كاهل في شعره:

من أناس ليس في أخلاقهم # عاجل الفحش و لا سوء الجزع‌

و لم يرد أن في أخلاقهم فحشا آجلا و لو أراد ذلك لم يكن مادحا لهم‌ (و ثالثها) أنه إذا سلم أن المراد بالتفضيل زيادة الثواب و إن لفظة من في قوله «مِمَّنْ خَلَقْنََا» يفيد التبعيض فلا يمتنع أن يكون جنس الملائكة أفضل من جنس بني آدم لأن الفضل في الملائكة عام لجميعهم أو أكثرهم و الفضل في بني آدم يختص بقليل من كثير و على هذا فغير منكر أن يكون الأنبياء أفضل من الملائكة و إن كان جنس الملائكة أفضل من جنس بني آدم و متى قيل إذا كان معنى التكريم و التفضيل واحدا فما معنى التكرار (فجوابه) إن قوله «كَرَّمْنََا» ينبئ عن الأنعام و لا ينبئ عن التفضل فجاء بلفظ التفضيل ليدل عليه و قيل إن التكريم يتناول نعم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 662
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست