responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 648

(1) - أ نبعث في ذلك الوقت و لا يجوز أن يكون ظرفا لقوله «لَمَبْعُوثُونَ» لأن ما بعد أن و لام الابتداء لا يجوز أن يعمل فيما قبلهما و الباء في بحمده باء الحال أي تستجيبون حامدين له و «يَدْعُوكُمْ» في موضع الجر بإضافة يوم إليه و تستجيبون عطف عليه و تظنون ليس في موضع الجر لأن الواو للحال و تقديره و حالكم إذ ذاك أن تظنوا و قليلا نصب على الظرف و تقديره إن لبثتم إلا زمنا قليلا.

المعنى‌

لما تقدم ذكر البعث و النشور حكى سبحانه عن الكفار ما قالوا في إنكاره فقال «وَ قََالُوا أَ إِذََا كُنََّا عِظََاماً وَ رُفََاتاً» أي غبارا عن ابن عباس و قيل ترابا عن مجاهد «أَ إِنََّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً» و المعنى قال المنكرون للبعث إنا إذا متنا و انتثرت لحومنا و صرنا عظاما و ترابا أ نبعث بعد ذلك خلقا جديدا أي متجددا و هو إنكار في صورة الاستفهام‌} «قُلْ» يا محمد لهم «كُونُوا حِجََارَةً أَوْ حَدِيداً» أي اجهدوا في أن لا تعادوا و كونوا إن استطعتم حجارة في القوة أو حديدا في الشدة «أَوْ خَلْقاً مِمََّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ» أي خلقا هو أعظم من ذلك عندكم و أصعب فإنكم لا تفوتون الله تعالى و سيحييكم بعد الموت و ينشركم إلا أن الكلام خرج مخرج الأمر لأنه أبلغ في الإلزام و قيل يعني بقوله ما يكبر في صدوركم الموت عن ابن عباس و سعيد بن جبير أي لو كنتم الموت لأماتكم الله تعالى و ليس شي‌ء أكبر في صدور بني آدم من الموت و قيل يعني به السماوات و الأرض و الجبال عن مجاهد «فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنََا قُلِ اَلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» معناه فإنك إذا قلت لهم ذلك سيقولون لك من يحيينا بعد الموت قل يا محمد يحييكم من خلقكم أول مرة فإن من قدر على ابتداء الشي‌ء كان على إعادته أقدر ما لم تبطل قدرته و لم يتغير فإن ابتداء الشي‌ء أصعب من إعادته و إنما قال ذلك لهم لأنهم كانوا يقرون بالنشأة الأولى «فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ» أي فسيحركون إليك رءوسهم تحريك المستهزئ المستخف المستبطئ لما تنذرهم به «وَ يَقُولُونَ مَتى‌ََ هُوَ» أي متى يكون البعث «قُلْ عَسى‌ََ أَنْ يَكُونَ قَرِيباً» لأن ما هو آت قريب و من كلام الحسن كأنك بالدنيا لم تكن و كأنك بالآخرة لم تزل‌} «يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ» معناه عسى أن يكون بعثكم قريبا أيها المشركون يوم يدعوكم من قبوركم إلى الموقف على ألسنة الملائكة و ذلك عند النفخة الثانية فيقولون أيتها العظام النخرة و الجلود البالية عودي كما كنت فتستجيبون مضطرين بحمده أي حامدين لله على نعمه و أنتم موحدون و هذا كما يقول القائل جاء فلان بغضبه أي جاء غضبان و قيل معنى تستجيبون بحمده أنكم تستجيبون معترفين بأن الحمد لله على نعمه لا تنكرونه لأن المعارف هناك ضرورية قال سعيد بن جبير يخرجون من قبورهم يقولون سبحانه و بحمدك و لا ينفعهم في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 648
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست