responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 622

(1) -

قلدتك الشعر يا سلامة ذا الإفضال # و الشعر حيث ما جعلا

و قال الآخر:

إن لي حاجة إليك فقالت # بين أذني و عاتقي ما تريد

و العرب تقيم هذا العضو مقام الذات‌ فتقول أعتقت رقبة و طوقت عنقي أمانة و لذلك قال أبو حنيفة : إذا قال الإنسان عنقك أو رقبتك حر عتق لأنه يعبر بذلك عن جميع البدن و لو قال يدك أو شعرك حر لا يعتق لأنه لا يعبر بذلك عن جميع البدن و قال الشافعي : هما سواء يعتق في الحالين .

الإعراب‌

موضع بنفسك رفع لأنه فاعل كفى و حسيبا نصب على التمييز له و قال أبو بكر السراج : المعنى كفى الاكتفاء بنفسك فالفاعل على هذا محذوف و الجار و المجرور في موضع النصب على أصله و حسيبا نصب على الحال من كفى.

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر الوعيد أتبع ذلك بذكر كيفيته فقال «وَ كُلَّ إِنسََانٍ أَلْزَمْنََاهُ طََائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» معناه و ألزمنا كل إنسان عمله من خير أو شر في عنقه عن ابن عباس و مجاهد و قتادة يريد جعلناه كالطوق في عنقه فلا يفارقه و إنما قيل للعمل طائرا على عادة العرب في قولهم جرى طائره بكذا و مثله قوله سبحانه‌ «قََالُوا طََائِرُكُمْ مَعَكُمْ» و قوله‌ «إِنَّمََا طََائِرُهُمْ عِنْدَ اَللََّهِ» و قيل طائره يمنه و شؤمه عن الحسن و هو ما يتطير منه و قيل طائره حظه من الخير و الشر عن أبي عبدة و القتيبي و خص العنق لأنه محل الطوق الذي يزين المحسن و الغسل الذي يشين المسي‌ء و قيل طائره كتابه و قيل معناه جعلنا لكل إنسان دليلا من نفسه لأن الطائر عندهم يستدل به على الأمور الكائنة فيكون معناه كل إنسان دليل نفسه و شاهد عليها إن كان محسنا فطائره ميمون و إن ساء فطائره مشئوم «وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ كِتََاباً» و هو ما كتبه الحفظة عليهم من أعمالهم «يَلْقََاهُ» أي يرى ذلك الكتاب «مَنْشُوراً» أي مفتوحا معروضا عليه ليقرأه و يعلم ما فيه و الهاء في له يجوز أن تكون عائدة إلى الإنسان و يجوز أن تكون عائدة إلى العمل‌} «اِقْرَأْ كِتََابَكَ» فهاهنا حذف أي و يقال له اقرأ كتابك قال قتادة يقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا و روى جابر بن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله (ع) قال يذكر العبد جميع أعماله و ما كتب عليه حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا يََا وَيْلَتَنََا مََا لِهََذَا اَلْكِتََابِ لاََ يُغََادِرُ صَغِيرَةً وَ لاََ كَبِيرَةً إِلاََّ أَحْصََاهََا «كَفى‌ََ بِنَفْسِكَ اَلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً» أي محاسبا و إنما جعله محاسبا لنفسه لأنه إذا رأى أعماله يوم القيامة كلها مكتوبة و رأى جزاء

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 622
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست