responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 619

(1) - وحدانية خالقهما لما في كل واحد منهما من الفوائد من الكسب بالنهار و الاستراحة بالليل و الزيادة في أجزاء أحدهما بالنقصان من أجزاء الآخر و لأن كل واحد منهما ينقضي لمجي‌ء الآخر و ذلك يدل على حدوثهما إذ القديم لا يجوز عليه الانقضاء و على أن لهما محدثا قادرا عالما و قد علمنا ضرورة أن أحدا من البشر لم يحدثهما لعجز البشر عن ذلك فدل على أنه من صنع القديم القادر لذاته العالم لذاته الذي ليس كمثله شي‌ء و لا يتعذر عليه شي‌ء و قيل إن الآيتين هنا الشمس و القمر «فَمَحَوْنََا آيَةَ اَللَّيْلِ» و هي القمر أي طمسنا نورها بما جعلنا فيها من السواد عن ابن عباس «وَ جَعَلْنََا آيَةَ اَلنَّهََارِ» يعني الشمس «مُبْصِرَةً» أي نيرة مضيئة للأبصار يبصر أهل النهار النهار بها و قيل إن معناه جعلنا آية الليل ممحوة و المراد جعلنا الليل مظلما لا يبصر فيه كما لا يبصر ما يمحى من الكتاب و جعلنا آية النهار مبصرة أي جعلنا النهار مضيئا يبصر فيه و تدرك الأشياء فيه و على هذا فتكون آية الليل هي الليل نفسه و آية النهار هي النهار نفسه كما يقال نفس الشي‌ء و عين الشي‌ء و هذا من عجيب البلاغة و قيل إن آية الليل ظلمته و آية النهار ضوءه فالمراد محونا ظلمة الليل بضوء النهار و محونا ضوء النهار بظلمة الليل إلا أنه ذكر أحدهما و حذف الآخر لدلالة المذكور على المحذوف ثم بين سبحانه الغرض في ذلك و قال «لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ» أي لتسكنوا بالليل و تطلبوا الرزق بأنواع التصرف في النهار إلا أنه حذف لتسكنوا بالليل لما ذكره في مواضع أخر «وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ اَلسِّنِينَ وَ اَلْحِسََابَ» أي لتعلموا بالليل و النهار عدد السنين و الشهور و آجال الديون و غير ذلك من المواقيت و لتعلموا حسنات أعماركم و آجالكم و لو لا الليل و النهار لما علم شي‌ء من ذلك «وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ فَصَّلْنََاهُ تَفْصِيلاً» أي ميزناه تمييزا ظاهرا بينا لا يلتبس و بيناه تبيانا شافيا لا يخفى.

النظم‌

اتصلت الآية الأولى بقوله «عَسى‌ََ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ» و الوجه فيه أنه لما أمر بني إسرائيل بالرجوع إلى الطريق المستقيم من التوبة و قبول الإسلام بين أن ذلك الطريق هذا الكتاب الذي يدل على ما هو أحسن الأديان و قيل يتصل بقوله‌ «وَ آتَيْنََا مُوسَى اَلْكِتََابَ» أي كما آتيناه التوراة آتينا محمد ص القرآن الذي يهدي إلى الأحسن الأقوم و قيل اتصل بقوله «سُبْحََانَ اَلَّذِي أَسْرى‌ََ» كأنه قال أسرى بعبده و آتاه الكتاب الذي هذه صفته و إنما اتصل قوله «يَدْعُ اَلْإِنْسََانُ بِالشَّرِّ» الآية مما تقدم من بشارة الكفار بالعذاب فبين عقيبه أنهم يستعجلون العذاب جهلا و عنادا ثم بين أنه يستجيب لهم ما فيه صلاحهم ثم بين بالآية الأخرى أنه أنعم عليهم بوجوه النعم كالليل و النهار و نحو ذلك و إن لم يشكروه.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست