responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 574

(1) - آدم و إنما قال سبحانه «مِنْ بُطُونِهََا» و لم يقل من فيها لئلا يظن أنها تلقيه من فيها و لم يخرج من بطنها «فِيهِ شِفََاءٌ لِلنََّاسِ» من الأدواء عن قتادة و روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال عليكم بالشفاءين القرآن و العسل و قيل معناه فيه شفاء للأوجاع التي شفاؤها فيه عن السدي و الحسن و روي عن مجاهد أن الهاء في فيه راجعة إلى القرآن أي القرآن فيه شفاء للناس يعني ما فيه من الحلال و الحرام و الفتيا و الأحكام و الأول قول أكثر المفسرين و هو الأقوى إذ لم يسبق للقرآن ذكر و في النحل و العسل وجوه من الاعتبار منها اختصاصه بخروج العسل من فيه و منها جعل الشفاء من موضع السم فإن النحل يلسع و منها ما ركب الله من البدائع و العجائب فيه و في طباعه و من أعجبها أن جعل سبحانه لكل فئة يعسوبا هو أميرها يقدمها و يحامي عنها و يدبر أمرها و يسوسها و هي تتبعه و تقتفي أثره و متى فقدته انحل نظامها و زال قوامها و تفرقت شذر مذر و إلى هذا المعنى فيما قال‌ أشار أمير المؤمنين (ع) في قوله أنا يعسوب المؤمنين‌ «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» معناه إن فيما ذكرناه من بدائع صنع الله تعالى دلالة بينة لمن تفكر فيه ثم بين نعمته علينا في خلقنا و أخرجنا من العدم إلى الوجود فقال‌} «وَ اَللََّهُ خَلَقَكُمْ» أي أوجدكم و أنعم عليكم بضروب النعم الدينية و الدنيوية «ثُمَّ يَتَوَفََّاكُمْ» و يقبضكم أي يميتكم «وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى‌ََ أَرْذَلِ اَلْعُمُرِ» أي أدون العمر و أوضعه أي يبقيه حتى يصير إلى حال الهرم و الخرف فيظهر النقصان في جوارحه و حواسه و عقله و رووا عن علي (ع) أن أرذل العمر خمس و سبعون سنة و روي في مثل ذلك عن النبي ص و عن قتادة تسعون سنة «لِكَيْ لاََ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً» أي ليرجع إلى حال الطفولية بنسيان ما كان علمه لأجل الكبر فكأنه لا يعلم شيئا مما كان علمه و قيل ليقل علمه بخلاف ما كان عليه في حال شبابه «إِنَّ اَللََّهَ عَلِيمٌ» بمصالح عباده «قَدِيرٌ» على ما يشاء من تدبيرهم و تقدير أحوالهم.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 574
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست