responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 566

566

(1) - اَلَّذِينَ هُمْ عِبََادُ اَلرَّحْمََنِ إِنََاثاً ثم نزه سبحانه نفسه عما قالوا فقال «سُبْحََانَهُ» أي تنزيها له عن اتخاذ البنات «وَ لَهُمْ مََا يَشْتَهُونَ» أي و يجعلون لأنفسهم ما يشتهون و يحبونه من البنين دون البنات و على الوجه الآخر و لهم ما يحبونه يعني البنين‌} «وَ إِذََا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى‌ََ» أي و إذا بشر واحد منهم بأنه ولد له بنت «ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا» أي صار لون وجهه متغيرا إلى السواد لما يظهر فيه من أثر الحزن و الكراهة فقد جعلوا لله ما يكرهونه لأنفسهم و هذا غاية الجهل «وَ هُوَ كَظِيمٌ» أي ممتلئ غيظا و حزنا} «يَتَوََارى‌ََ مِنَ اَلْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مََا بُشِّرَ بِهِ» يعني أن هذا الذي بشر بالبنت‌ يستخفي من القوم الذين يستخبرونه عما ولد له استنكافا منه و خجلا و حياء من سوء ما بشر به من الأنثى و قبحه عنده «أَ يُمْسِكُهُ عَلى‌ََ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي اَلتُّرََابِ» يعني يميل نفسه و يدبر في أمر البنت المولودة له أ يمسكه على ذل و هوان أم يخفيه في التراب و يدفنه حيا و هو الوأد الذي كان من عادة العرب و هو أن أحدهم كان يحفر حفيرة صغيرة و إذا ولد له أنثى جعلها فيها و حثا عليها التراب حتى تموت تحته و كانوا يفعلون ذلك مخافة الفقر عليهن فيطمع غير الأكفاء فيهن «أَلاََ سََاءَ مََا يَحْكُمُونَ» أي بئس الحكم ما يحكمونه و هو أن يجعلوا لنفوسهم ما يشتهون و لله ما يكرهون و قيل معناه ساء ما يحكمونه في قتل البنات مع مساواتهن للبنين في حرمة الولادة و لعل الجارية خير من الغلام و روي عن ابن عباس أنه قال لو أطاع الله الناس في الناس لما كان الناس لأنه ليس أحد إلا و يحب أن يولد ذكر و لو كان الجميع ذكورا لما كان لهم أولاد فيفنى الناس ثم قال سبحانه‌} «لِلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ اَلسَّوْءِ وَ لِلََّهِ اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلى‌ََ» أي لهؤلاء الكفار الذين وصف الله بالولد صفة السوء أي الصفة القبيحة التي هي سواد الوجه و الحزن و لله الصفة العليا من السلطان و القدرة و قيل له صفات النقص من الجهل و الكفر و الضلال و العمى و صفة الحدوث و الضعف و العجز و الحاجة إلى الأبناء و قتل البنات خوف الفقر و لله صفات الإلهية و الاستغناء عن الصاحبة و الولد و الربوبية و إخلاص التوحيد و يسأل فيقال كيف يمكن الجمع بين قوله سبحانه و تعالى «وَ لِلََّهِ اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلى‌ََ» و قوله‌ فَلاََ تَضْرِبُوا لِلََّهِ اَلْأَمْثََالَ و الجواب أن المراد بالأمثال هناك الأشباه أي لا تشبهوا الله بشي‌ء و المراد بالمثل الأعلى هنا الوصف الأعلى الذي هو كونه قديما قادرا عالما حيا ليس كمثله شي‌ء و قيل إن المراد بقوله «اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلى‌ََ» المثل المضروب بالحق و بقوله‌ فَلاََ تَضْرِبُوا لِلََّهِ اَلْأَمْثََالَ الأمثال المضروبة بالباطل «وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ» أي القادر الذي لا يمتنع عليه شي‌ء «اَلْحَكِيمُ» الذي يضع الأشياء مواضعها على ما هو حكمة و صواب و في الآية دلالة على أنه لا يضاف إلى الله تعالى الأدون فإن الله سبحانه قد عاب المشركين بإضافتهم إليه ما لا يرضونه لأنفسهم فإذا كره الإنسان إضافة القبيح إلى نفسه للنقص الذي فيه فكيف يجوز أن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست