responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 561

(1) - أهل قرية أخرى فيتخوفون أن ينزل بهم من العذاب ما نزل بالأولى عن الحسن و قيل معناه على تنقص من الأموال و الأنفس بالبلايا و الأسقام إن لم يعذبهم بعذاب الاستئصال لينبه غيرهم و يزجرهم عن الجبائي «فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ» بكم و من رأفته و رحمته بكم أنه أمهلكم لتتوبوا و ترجعوا و لم يعاجلكم بالعقوبة ثم بين سبحانه دلائل قدرته فقال‌} «أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلى‌ََ مََا خَلَقَ اَللََّهُ مِنْ شَيْ‌ءٍ» معناه أ لم ينظروا هؤلاء الكفار الذين جحدوا وحدانية الله تعالى و كذبوا نبيه ص إلى ما خلق الله من شي‌ء له ظل من شجر و جبل و بناء و جسم قائم‌ «يَتَفَيَّؤُا ظِلاََلُهُ عَنِ اَلْيَمِينِ وَ اَلشَّمََائِلِ سُجَّداً لِلََّهِ» أي يتميل ظلاله عن جانب اليمين و جانب الشمال و أضاف الظلال إلى مفرد و معناه الإضافة إلى ذوي الظلال لأن الذي يعود إليه الضمير واحد يدل على الكثرة و هو قوله‌ مََا خَلَقَ اَللََّهُ* و معنى تفيؤ الظلال يمينا و شمالا أن الشمس إذا طلعت و أنت متوجه إلى القبلة كان الظلال قدامك و إذا ارتفعت كان عن يمينك فإذا كان بعد ذلك كان خلفك فإذا كان قبل أن تغرب الشمس كان عن يسارك فهذا تفيؤه عن اليمين و الشمائل عن الكلبي و معنى سجود الظل لله دورانه من جانب إلى جانب لأنه مستسلم منقاد مطيع للتسخير و هذه الآية كقوله‌ «وَ ظِلاََلُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ اَلْآصََالِ» و قد مر تفسيره و قيل أن المراد بالظل هو الشخص بعينه و يدل على ذلك قول علقمة :

لما نزلنا رفعنا ظل أخبية # و فار للقوم باللحم المراجيل‌

أ لا ترى أنهم لا ينصبون الظل و إنما ينصبون الأخبية و يقوي ذلك قول عمارة :

كأنهن الفتيات اللعس # كان في أظلالهن الشمس‌

أي في أشخاصهن و قول الآخر:

يتبع أفياء الظلال عشية # على طرق كأنهن سيوف‌

أي أفياء الشخوص فعلى هذا يكون تأويل الظلال في الآية تأويل الأجسام التي عنها الظلال «وَ هُمْ دََاخِرُونَ» أي أذلة صاغرون قد نبه الله بهذا على أن جميع الأشياء تخضع له بما فيها من الدلالة على الحاجة إلى واضعها و مدبرها بما لولاه لبطلت و لم يكن لها قوام‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست