responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 557

(1) - و غيرهم مكنهم الله بالمدينة و ذكر أن صهيبا قال لأهل مكة أنا رجل كبير إن كنت معكم لم ينفعكم و إن كنت عليكم لم يضركم فخذوا مالي و دعوني فأعطاهم ماله و هاجر إلى رسول الله ص فقال له أبو بكر ربح البيع يا صهيب و يروى أن عمر بن الخطاب كان إذا أعطى أحدا من المهاجرين عطاء قال له خذ هذا ما وعدك الله في الدنيا و ما أخره لك أفضل ثم تلا هذه الآية.

المعنى‌

«وَ اَلَّذِينَ هََاجَرُوا فِي اَللََّهِ مِنْ بَعْدِ مََا ظُلِمُوا» معناه و الذين فارقوا أوطانهم و ديارهم و أهليهم فرارا بدينهم و اتباعا لنبيهم في الله أي في سبيله لابتغاء مرضاته من بعد ما ظلمهم المشركون و عذبوهم بمكة و بخسوهم حقوقهم «لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي اَلدُّنْيََا حَسَنَةً» أي بلدة حسنة بدل أوطانهم و هي المدينة عن ابن عباس و قيل لنعطينهم حالة حسنة و هي النصر و الفتح و قيل هي ما استولوا عليه من البلاد و فتح لهم من الولايات «وَ لَأَجْرُ اَلْآخِرَةِ أَكْبَرُ» مما أعطيناهم في الدنيا «لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ» أي لو كان الكفار يعلمون ذلك و قيل معناه لو علم المؤمنون تفاصيل ما أعد الله لهم في الجنة لازدادوا سرورا و حرصا على التمسك بالدين «اَلَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى‌ََ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» هذا وصف لهؤلاء المهاجرين أي صبروا في طاعة الله على أذى المشركين و فوضوا أمورهم إلى الله تعالى ثقة به‌ ثم خاطب سبحانه نبيه ص فقال‌} «وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ» إلى الأمم الماضية «إِلاََّ رِجََالاً» من البشر «نُوحِي إِلَيْهِمْ» أي أوحينا إليهم كما أوحينا إليك و أرسلناهم إلى أممهم كما أرسلناك إلى أمتك و ذلك أن مشركي مكة كانوا ينكرون أن يرسل إليهم بشر مثلهم فبين سبحانه أنه لا يصلح أن يكون الرسل إلى الناس إلا من يشاهدونه و يخاطبونه و يفهمون عنه و أنه لا وجه لاقتراحهم إرسال الملك «فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ» فيه أقوال (أحدها) أن المعنى بذلك أهل العلم بأخبار من مضى من الأمم سواء أ كانوا مؤمنين أو كفارا و سمي العلم ذكرا لأن الذكر منعقد بالعلم فإن الذكر هو ضد السهو فهو بمنزلة السبب المؤدي إلى العلم في ذكر الدليل فحسن أن يقع موقعه و ينبئ عن معناه إذا تعلق به هذا التعلق عن الرماني و الزجاج و الأزهري (و ثانيها) أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب عن ابن عباس و مجاهد أي فاسألوا أهل التوراة و الإنجيل «إِنْ كُنْتُمْ لاََ تَعْلَمُونَ» يخاطب مشركي مكة و ذلك أنهم كانوا يصدقون اليهود و النصارى فيما كانوا يخبرون به من كتبهم لأنهم كانوا يكذبون النبي ص لشدة عداوتهم له (و ثالثها) أن المراد بهم أهل القرآن لأن الذكر هو القرآن عن ابن زيد و يقرب منه ما رواه جابر و محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) أنه قال نحن أهل الذكر و قد سمى الله رسوله ذكرا في قوله‌ ذِكْراً ` رَسُولاً على أحد الوجهين و قوله‌} «بِالْبَيِّنََاتِ وَ اَلزُّبُرِ» العامل فيه قوله «أَرْسَلْنََا» و التقدير و ما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست