responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 554

(1) - مع الله إلها آخر «لَوْ شََاءَ اَللََّهُ مََا عَبَدْنََا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ» أي لو أراد الله ما عبدنا من دونه شيئا من الأصنام و الأوثان «نَحْنُ وَ لاََ آبََاؤُنََا» الذين اقتدينا بهم «وَ لاََ حَرَّمْنََا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ» من البحيرة و السائبة و غيرهما بل شاء ذلك منا و أراد بذلك فعلنا فأنكر الله سبحانه هذا القول عليهم و قال «كَذََلِكَ» أي مثل ذلك «فَعَلَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» من الكفار و الضلال كذبوا رسل الله و جحدوا آياته قالوا مثل قولهم و فعلوا مثل فعلهم «فَهَلْ عَلَى اَلرُّسُلِ إِلاَّ اَلْبَلاََغُ اَلْمُبِينُ» أي ليس عليهم إلا إبلاغ الرسالة و قد سبق بيان مثل هذه الآية في سورة الأنعام‌ } «وَ لَقَدْ بَعَثْنََا فِي كُلِّ أُمَّةٍ» أي في كل جماعة و قرن «رَسُولاً» كما بعثناك يا محمد رسولا إلي أمتك «أَنِ اُعْبُدُوا اَللََّهَ» أي ليقول لهم اعبدوا الله «وَ اِجْتَنِبُوا اَلطََّاغُوتَ» أي عبادة الطاغوت و أن هذه هي المفسرة و يعني بالطاغوت الشيطان و كل داع يدعو إلي الضلالة «فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اَللََّهُ» معناه فمنهم من هداه الله بأن لطف له بما علم أنه يؤمن عنده فآمن فسمى ذلك اللطف هداية و يجوز أن يريد فمنهم من هداه الله إلى الجنة بإيمانه و لا يجوز أن يريد بالهداية هنا نصب الأدلة كما في قوله‌ «وَ أَمََّا ثَمُودُ فَهَدَيْنََاهُمْ» لأنه سبحانه سوى في ذلك بين المؤمن و الكافر «وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ اَلضَّلاََلَةُ» معناه و منهم من أعرض عما دعاه إليه الرسول فخذله الله فثبتت عليه الضلالة و لزمته فلا يؤمن قط و قيل معناه وجبت عليه الضلالة و هي العذاب و الهلاك و قيل معناه و منهم من حقت عليه عقوبة الضلالة عن الحسن و قد سمى الله سبحانه العقاب ضلالا بقوله‌ «إِنَّ اَلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاََلٍ وَ سُعُرٍ» «فَسِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ» أي أرض المكذبين الذين عاقبهم الله أن لم تصدقوني «فَانْظُرُوا كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلْمُكَذِّبِينَ» أي فانظروا كيف حقت عليهم العقوبة و حلت بهم فلا تسلكوا طريقهم فينزل بكم مثل ما نزل بهم‌} «إِنْ تَحْرِصْ عَلى‌ََ هُدََاهُمْ» أي على أن يؤمنوا بك «فَإِنَّ اَللََّهَ لاََ يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ» هذا تسلية للنبي ص في دعائه لمن لا يفلح بالإجابة لانهماكه في الكفر و إشارة إلى أن ذلك ليس لتقصير وقع من جهته ص و إعلام له أنهم لا يؤمنون أبدا و إذا كانوا هكذا فإن الله لا يهديهم بل يضلهم على المعنى الذي فسرناه قبل «وَ مََا لَهُمْ مِنْ نََاصِرِينَ» أي ليس لهم من ناصر ينصرهم و يخلصهم من العقاب و في هذا بيان أن الإضلال في الآية ليس المراد به ما ذكره أهل الجبر .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست