responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 537

(1) - المشركين قالوا للنبي ص ائتنا بعذاب الله فقال سبحانه إن أمر الله آت و كل ما هو آت قريب دان (و ثانيها) إن أمر الله أحكامه و فرائضه عن الضحاك (و ثالثها) إن أمر الله هو يوم القيامة عن الجبائي و روي نحوه عن ابن عباس و على هذا الوجه فيكون أتى بمعنى يأتي و جاء وقوع الماضي هاهنا لصدق المخبر بما أخبر به فصار بمنزلة ما قد مضى و لأن سبحانه قرب أمر الساعة فجعله أقرب من لمح البصر و قال‌ اِقْتَرَبَتِ اَلسََّاعَةُ «فَلاََ تَسْتَعْجِلُوهُ» خطاب للمشركين المكذبين بيوم القيامة لعذاب الله المستهزءين به و كانوا يستعجلونه كما حكى الله سبحانه عنهم قولهم‌ فَأَمْطِرْ عَلَيْنََا حِجََارَةً مِنَ اَلسَّمََاءِ و تقديره قل لهؤلاء الكفار لا تستعجلوا القيامة و العذاب فإن الله سيأتي بكل واحد منهما في وقته و حينه كما تقتضيه حكمته «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يُشْرِكُونَ» هذه كلمة تنزيه لله تعالى عما لا يليق به و بصفاته و تنزيه له من أن يكون له شريك في عبادته أي جل و تقدس و تنزه من أن يكون له شريك تعالى و تعظم و ارتفع من جميع صفات النقص‌} «يُنَزِّلُ اَلْمَلاََئِكَةَ» أي ينزل الله الملائكة أو تنزل الملائكة «بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ» أي بالوحي عن ابن عباس و قيل بالقرآن عن ابن زيد و هما واحد و سمي روحا لأنه حياة القلوب و النفوس بالإرشاد إلى الدين و قيل بالنبوة عن الحسن و قوله «مِنْ أَمْرِهِ» أي بأمره و نظيره قوله‌ «يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللََّهِ» أي بأمر الله لأن أحدا لا يحفظه عن أمره «عَلى‌ََ مَنْ يَشََاءُ مِنْ عِبََادِهِ» ممن يصلح للنبوة و السفارة بينه و بين خلقه‌ «أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ أَنَا فَاتَّقُونِ» هذا تفسير للروح المنزل و بدل منه فإن المعنى تنزل الملائكة بأن أنذروا أهل الكفر و المعاصي بأنه لا إله إلا أنا أي مروهم بتوحيدي و بأن لا يشركوا بي شيئا و معنى «فَاتَّقُونِ» فاتقوا مخالفتي و في هذا دلالة على أن الغرض من بعثة الأنبياء الإنذار و الدعاء إلى الدين.

النظم‌

وجه اتصال قوله «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ» بما تقدم إن الكفار كانوا يستعجلون العذاب على وجه التكذيب به و يكذبون البعث و القيامة فبين سبحانه أنه منزه عما يصفون به فإن الحكيم إذا كلف وجب أن يجازي المكلف فترك المجازاة قبيح و قيل إنهم كانوا ينكرون قدرة الله تعالى سبحانه على إعادة الخلق فنزه نفسه عن قولهم و اتصل قوله «يُنَزِّلُ اَلْمَلاََئِكَةَ» بما تقدم فإنه سبحانه لما أوعدهم بالعذاب بين أنه ينزل الملائكة للتخويف و أنه لا يأخذ أحدا من المشركين حتى يحتج عليه بالنذر و قيل إنه سبحانه بين أن الحال حال التكليف لا حال نزول العذاب و إن الصلاح الآن إنزال الملائكة إلى النبي ص بالوحي و الكتاب للإنذار و بيان الأدلة و لذلك أتبعه بذكر الأدلة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست