نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 530
(1) -
المعنى
«وَ مََا خَلَقْنَا اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ مََا بَيْنَهُمََا إِلاََّ بِالْحَقِّ» معناه و ما خلقناهما عبثا بل لما اقتضته الحكمة و هي أنا قد تعبدنا أهلها ثم نجازيهم بما عملوا «وَ إِنَّ اَلسََّاعَةَ» و هي يوم القيامة «لَآتِيَةٌ» أي جائية بلا شك بعذابهم و قيل بمجازاة الخلائق كلهم و قيل هو تفسير قوله «إِلاََّ بِالْحَقِّ»«فَاصْفَحِ اَلصَّفْحَ اَلْجَمِيلَ» أي فأعرض يا محمد عن مجازاة المشركين و عن مجاوبتهم و أعف عنهم عفوا جميلا و اختلف في الآية فقيل إنها منسوخة بآية القتال عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و الضحاك و قيل لا نسخ فيه بل هو فيما بين النبي ص و بينهم لا فيما أمر به من جهة جهادهم. أمره بالصفح عنهم في موضع الصفح لقوله «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ» عن الحسن قال القاضي و الصفح ممدوح في سائر الحالات و هو كالحلم و التواضع و قد يلزمنا الصفح الجميل مع لزوم التشدد في أمر الجهاد و حكي عن علي بن أبي طالب (ع) إن الصفح الجميل هو العفو من غير عتاب و قيل هو العفو بغير تعنيف و توبيخ} «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ اَلْخَلاََّقُ» للأشياء «اَلْعَلِيمُ» بتدبير خلقه فلا يخفى عليه ما يجري بينكم و يجوز أن يريد إن ربك هو الذي خلقكم و علم ما هو الأصلح لكم و قد علم إن الصفح أصلح الآن إلى أن يؤمر بالسيف ثم ذكر سبحانه ما خص به نبيه ص من النعم فقال} «وَ لَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ اَلْمَثََانِي» و قد تقدم الكلام فيه و إن السبع المثاني هي فاتحة الكتاب و هو قول علي (ع) و ابن عباس و الحسن و أبي العالية و سعيد بن جبير و إبراهيم و مجاهد و قتادة و روي ذلك عن أبي عبد الله و أبي جعفر (ع) و قيل هي السبع الطوال و هي السور السبع من أول القرآن و إنما سميت مثاني لأنه يثني فيها الأخبار و العبر عن ابن عباس في رواية أخرى و ابن مسعود و ابن عمر و الضحاك و قيل المثاني القرآن كله لقوله «كِتََاباً مُتَشََابِهاً مَثََانِيَ» عن أبي مالك و طاووس و روي نحو ذلك عن عباس و مجاهد و من قال هي فاتحة الكتاب اختلفوا في سبب تسميتها مثاني فقيل لأنها تثنى قراءتها في الصلاة عن الحسن و أبي عبد الله (ع) و قيل لأنها تثني بها مع ما يقرأ من القرآن عن الزجاج و قيل لأن فيها الثناء مرتين و هو الرحمن الرحيم و قيل لأنها مقسومة بين الله و عبده على ما روي في الخبر و قيل لأن نصفها ثناء و نصفها دعاء و قيل لأنها نزلت مرتين تعظيما و تشريفا لها و قيل لأن حروفها كلها مثناة نحو الرحمن الرحيم إياك و إياك و الصراط و صراط و قيل لأنها تثني أهل الفسق عن الفسق و من قال المراد بالمثاني القرآن كله فإن من في قوله «مِنَ اَلْمَثََانِي» يكون للتبعيض و من قال إنها الحمد كان من للتبيين و قال الراجز:
نشدتكم بمنزل القرآن # أم الكتاب السبع من مثاني
ثنتين من آي من القرآن # و السبع سبع الطول الدواني
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 530