responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 528

528

(1) - وَ أَمْطَرْنََا عَلَيْهِمْ حِجََارَةً مِنْ سِجِّيلٍ» مضى تفسيره في سورة هود } «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» معناه إن فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط لدلالات للمتفكرين المعتبرين عن قتادة و ابن زيد و قيل للمتفرسين عن مجاهد و قد صح عن النبي ص أنه قال اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله‌ و قال إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم ثم قرأ هذه الآية و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم و السبيل طريق الجنة ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره «وَ إِنَّهََا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» معناه إن مدينة لوط لبطريق مسلوك يسلكها الناس في حوائجهم فينظرون إلى آثارها و يعتبرون بها لأن الآثار التي‌ يستدل بها مقيمة ثابتة بها و هي مدينة سدوم و قال قتادة إن قرى قوم لوط بين المدينة و الشام } «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً» أي عبرة و دلالة «لِلْمُؤْمِنِينَ» و خص المؤمنين لأنهم هم الذين انتفعوا بها «وَ إِنْ كََانَ أَصْحََابُ اَلْأَيْكَةِ لَظََالِمِينَ» و أصحاب الأيكة هم أهل الشجر الذين أرسل إليهم شعيب (ع) و أرسل إلى أهل مدين فأهلكوا بالصيحة و أما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي احترقوا بنارها عن قتادة و جماعة من المفسرين و معنى الآية أنه كان أصحاب الأيكة لظالمين في تكذيب رسولهم و كانوا أصحاب غياض فعاقبهم الله تعالى بالحر سبعة أيام ثم أنشأ سبحانه سحابة فاستظلوا بها يلتمسون الروح فيها فلما اجتمعوا تحتها أرسل منها صاعقة فأحرقتهم جميعا} «فَانْتَقَمْنََا مِنْهُمْ» أي من قوم شعيب و من قوم لوط أي عذبناهم بما انتقمناه منهم و الانتقام هو المجازاة على جناية سابقة و فرق علي بن عيسى بين الانتقام و العقاب بأن الانتقام هو نقيض الإنعام و العقاب هو نقيض الثواب «وَ إِنَّهُمََا لَبِإِمََامٍ مُبِينٍ» معناه و إن مدينتي قوم لوط و أصحاب الأيكة بطريق يؤم و يتبع و يهتدي به عن ابن عباس و مجاهد و الحسن و قتادة و سمي الطريق إماما لأن الإنسان يؤمه و قيل معناه و إن حديث مدينتيهما لمكتوب مذكور في اللوح المحفوظ أو حديث لوط و حديث شعيب عن الجبائي فيكون نظير قوله‌ «وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْنََاهُ فِي إِمََامٍ مُبِينٍ» و المبين الظاهر ثم أخبر سبحانه عن إهلاك قوم صالح فقال‌ «وَ لَقَدْ كَذَّبَ أَصْحََابُ اَلْحِجْرِ اَلْمُرْسَلِينَ» و الحجر اسم البلد الذي كان فيه ثمود و إنما سموا أصحاب الحجر لأنهم كانوا سكانه كما يسمى الأعراب الذين يسكنون البوادي أصحاب الصحاري لأنهم كانوا يسكنونها و قيل إن الحجر اسم لواد كان يسكنها هؤلاء عن قتادة و إنما قال تعالى «اَلْمُرْسَلِينَ» لأن في تكذيب صالح تكذيب المرسلين لأنه كان يدعوهم إلى ما دعا إليه المرسلون و إلى الإيمان بالمرسلين فكان في تكذيب أحدهم تكذيب الجميع و قيل بعث الله إليهم رسلا منهم صالح عن الجبائي } «وَ آتَيْنََاهُمْ آيََاتِنََا» أي آتينا أصحاب الحجر الحجج و المعجزات و الدلالات الدالة على صدق الأنبياء و قيل آتينا الرسل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست