responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 489

(1) -

المعنى‌

«وَ إِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ » معناه و اذكر يا محمد إذ قال إبراهيم «رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا اَلْبَلَدَ آمِناً» يعني مكة و ما حولها من الحرم و قيل إن إبراهيم (ع) لما فرغ من بناء الكعبة دعا بهذا الدعاء و قد تقدم تفسيره في سورة البقرة و إنما قال هناك‌ بَلَداً آمِناً و قال هنا «هَذَا اَلْبَلَدَ آمِناً» معرفا لأن النكرة إذا تكررت و أعيدت صارت معرفة و مثله في التنزيل فِيهََا مِصْبََاحٌ اَلْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ اَلزُّجََاجَةُ كَأَنَّهََا كَوْكَبٌ فاستجاب الله دعاء إبراهيم (ع) حتى كان الإنسان يرى قاتل أبيه فيها فلا يتعرض له و يدنو الوحش فيها من الناس فيأمن منهم «وَ اُجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ اَلْأَصْنََامَ» أي و الطف لي و لبني لطفا نتجنب به عن عبادة الأصنام و دعاء الأنبياء لا يكون إلا مستجابا فعلى هذا يكون سؤاله ذلك مخصوصا بمن علم الله من حاله أن يكون مؤمنا لا يعبد إلا الله و يكون الله سبحانه قد أذن له في الدعاء لهم و استجاب دعاءه فيهم‌} «رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ اَلنََّاسِ» معناه ضل بسببهن و عبادتهن كثير من الناس كما يقال فتنتني فلانة يعني افتتنت بحبها لا لأنها عملت شيئا و كما في قول الشاعر:

هبوني امرءا منكم أضل بعيره # له ذمة إن الذمام كبير

و إنما أراد ضل بعيره لأن أحدا لا يضل بعيره قاصدا إلى إضلاله «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي» يريد فمن تبعني من ذريتي الذين أسكنتهم هذا البلد على ديني في عبادة الله وحده و ترك عبادة الأصنام فإنه من جملتي و حاله كحالي «وَ مَنْ عَصََانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» أي ساتر على العباد معاصيهم رحيم بهم في جميع أحوالهم منعم عليهم ثم حكى سبحانه تمام دعاء إبراهيم (ع) و أنه قال‌} «رَبَّنََا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي» أي أسكنت بعض أولادي و لا خلاف أنه يريد إسماعيل (ع) مع أمه هاجر و هو أكبر ولده و روي عن الباقر (ع) أنه قال نحن بقية تلك العترة و قال كانت دعوة إبراهيم (ع) لنا خاصة «بِوََادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ» يريد وادي مكة و هو الأبطح و إنما قال غير ذي زرع لأنه لم يكن بها يومئذ ماء و لا زرع و لا ضرع و لم يذكر مفعول أسكنت لأن من يفيد بعض القوم كما يقال قتلنا من بني فلان و أكلنا من الطعام و كما قال سبحانه‌ أَفِيضُوا عَلَيْنََا مِنَ اَلْمََاءِ أَوْ مِمََّا رَزَقَكُمُ اَللََّهُ و تقديره أسكنت من ذريتي أناسا أو ولدا عن البلخي «عِنْدَ بَيْتِكَ اَلْمُحَرَّمِ» إنما أضاف البيت إليه سبحانه لأنه مالكه لا يملكه أحد سواه و ما عداه من البيوت قد ملكه غيره من العباد و يسأل فيقال كيف سماه بيتا و لم يبنه إبراهيم (ع) بعد و الجواب من وجهين (أحدهما) أنه لما كان من المعلوم أنه يبنيه سماه بيتا و المراد عند بيتك الذي مضى في سابق علمك كونه (و الثاني) أن البيت قد كان‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست