responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 441

(1) - الحسن و قتادة و الجبائي و قيل بقدرها بما قدر لها من مائها عن الزجاج «فَاحْتَمَلَ اَلسَّيْلُ زَبَداً رََابِياً» أي طافيا عاليا فوق الماء شبه سبحانه الحق و الإسلام بالماء الصافي النافع للخلق و الباطل بالزبد الذاهب باطلا و قيل إنه مثل القرآن النازل من السماء ثم تحتمل القلوب حظها من اليقين و الشك على قدرها فالماء مثل اليقين و الزبد مثل الشك عن ابن عباس ثم ذكر المثل الآخر فقال «وَ مِمََّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي اَلنََّارِ» و هو الذهب و الفضة و الرصاص و غيره مما يذاب «اِبْتِغََاءَ حِلْيَةٍ» أي طلب زينة يتخذ منه كالذهب و الفضة «أَوْ مَتََاعٍ» معناه أو ابتغاء متاع ينتفع به و هو مثل جواهر الأرض يتخذ منها الأواني و غيرها «زَبَدٌ مِثْلُهُ» أي مثل زبد الماء فإن هذه الأشياء التي تستخرج من المعادن و توقد عليها النار ليتميز الخالص من الخبيث لها أيضا زبد و هو خبثها «كَذََلِكَ يَضْرِبُ اَللََّهُ اَلْحَقَّ وَ اَلْبََاطِلَ» أي مثل الحق و الباطل و ضرب المثل تسييره في البلاد حتى يتمثل به في الناس «فَأَمَّا اَلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفََاءً» أي باطلا متفرقا بحيث لا ينتفع به‌ «وَ أَمََّا مََا يَنْفَعُ اَلنََّاسَ» هو الماء الصافي و الأعيان التي ينتفع لها «فَيَمْكُثُ فِي اَلْأَرْضِ» فينتفع به الناس فمثل المؤمن و اعتقاده كمثل هذا الماء المنتفع به في نبات الأرض و حياة كل شي‌ء به و كمثل نفع الذهب و الفضة و سائر الأعيان المنتفع بها و مثل الكافر و كفره كمثل هذا الزبد الذي يذهب جفاء و كمثل خبث الحديد و ما تخرجه النار من وسخ الذهب و الفضة الذي لا ينتفع به «كَذََلِكَ يَضْرِبُ اَللََّهُ اَلْأَمْثََالَ» للناس في أمر دينهم قال قتادة هذه ثلاثة أمثال ضربها الله تعالى في مثل واحد شبه نزول القرآن بالماء الذي ينزل من السماء و شبه القلوب بالأودية و الأنهار فمن استقصى في تدبره و تفكر في معانيه أخذ حظا عظيما منه كالنهر الكبير الذي يأخذ الماء الكثير و من رضي بها أداه إلى التصديق بالحق على الجملة كان أقل خطأ منه كالنهر الصغير فهذا مثل ثم شبه الخطوات و وساوس الشيطان بالزبد يعلو على الماء و ذلك من خبث التربة لا عين الماء كذلك ما يقع في النفس من الشكوك فمن ذاتها لا من ذات الحق يقول فكما يذهب الزبد باطلا و يبقى صفوة الماء كذلك يذهب مخايل الشك هباء باطلا و يبقى الحق فهذا مثل ثان و المثل الثالث قوله «وَ مِمََّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي اَلنََّارِ» إلى آخره فالكفر مثل هذا الخبث الذي لا ينتفع به و الإيمان مثل الماء الصافي الذي ينتفع به‌ و تم الكلام عند قوله «يَضْرِبُ اَللََّهُ اَلْأَمْثََالَ» ثم استأنف بقوله‌} «لِلَّذِينَ اِسْتَجََابُوا لِرَبِّهِمُ اَلْحُسْنى‌ََ» عن الحسن و البلخي و قيل بل يتصل بما قبله لأن معناه أن الذي يبقى مثل الذين استجابوا لربهم و الذي يذهب جفاء مثل الذي لا يستجيب و المراد به للذين استجابوا دعوة الله و آمنوا به و أطاعوه الحسنى و هي الجنة عن الحسن و الجبائي و قيل معناه الخصلة الحسنى و الحالة الحسنى و هي صفة الثواب و الجنة أيضا عن أبي مسلم «وَ اَلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ» أي لله فلم يؤمنوا به «لَوْ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست