نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 440
(1) -
اللغة
الوادي سفح الجبل العظيم المنخفض الذي يجتمع فيه ماء المطر و منه اشتقاق الدية لأنه جمع المال العظيم الذي يؤدى عن القتيل و القدر اقتران الشيء بغيره من غير زيادة و لا نقصان و الوزن يزيد و ينقص فإذا كان مساويا فهو القدر و قرأ الحسن بقدرها بسكون الدال و هما لغتان يقال أعطى قدر شبر و قدر شبر و المصدر بالتخفيف لا غير و هم يختصمون في القدر معا بالسكون و الحركة قال:
ألا يا لقوم للنوائب و القدر # و للأمر يأتي المرء من حيث لا يدري
و الاحتمال رفع الشيء على الظهر بقوة الحامل له و يقال علا صوته على فلان فاحتمله و لم يغضبه و الزبد وضر الغليان و هو خبث الغليان و منه زبد القدر و زبد السيل و الجفاء ممدود مثل الغثاء و أصله الهمز يقال جفا الوادي جفاء قال أبو زيد : يقال جفأت الرجل إذا صرعته و أجفأت القدر بزبدها إذا ألقيت زبدها عنها قال الفراء : كل شيء ينضم بعضه إلى بعض فإنه يجيء على فعال مثل الحطام و القماش و الغثاء و الجفاء و الإيقاد إلقاء الحطب في النار و استوقدت النار و اتقدت و توقدت و المتاع ما تمتعت به و المكث الكون في المكان على مرور الزمان يقال مكث و مكث و تمكث أي تلبث .
الإعراب
قال جامع العلوم البصير قوله «فِي اَلنََّارِ» متعلق بمحذوف في موضع الحال من الضمير المجرور بقوله «عَلَيْهِ» أي و مما توقدون عليه ثابتا في النار «اِبْتِغََاءَ حِلْيَةٍ» أي مبتغين حلية فهو مصدر في موضع الحال من الضمير في يوقدون و لا يجوز أن يكون قوله «فِي اَلنََّارِ» من صلة يوقدون لأن المعنى ليس على ذلك فالمعنى أنهم يوقدون على الذهب في حال كونه في النار فافهمه من كلام أبي علي و لم يهتد إليه غيره و قوله «زَبَدٌ» مبتدأ و مثله نعت له و الظرف الذي هو قوله «مِمََّا يُوقِدُونَ» خبره على قول سيبويه و هو مرتفع بالظرف على قول الأخفش و موضع جفاء نصب على الحال أي يذهب على هذه الحالة قال الشاعر
إذا أكلت سمكا و فرضا # ذهبت طولا و ذهبت عرضا
أي ذهبت على هذه الحالة و الفرض نوع من التمر .
المعنى
ثم ضرب سبحانه مثلين للحق و الباطل (أحدهما) الماء و ما يعلوه من الزبد (و الآخر) ما توقد عليه النار من الذهب و الفضة و غيرهما و ما يعلوه من الزبد على ما رتبه فقال «أَنْزَلَ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» أي مطرا «فَسََالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهََا» يعني فاحتمل الأنهار الماء كل نهر بقدره الصغير على قدر صغره و الكبير على قدر كبره فسالت كل نهر بقدره عن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 440