responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 347

(1) -

المعنى‌

«وَ اِسْتَبَقَا اَلْبََابَ» يعني تبادرا الباب أي طلب كل واحد من يوسف و امرأة العزيز السبق إلى الباب أما يوسف فإنه كان يقصد أن يهرب منها و من ركوب الفاحشة و أما هي فإنما كانت تطلب يوسف لتقضي حاجتها منه و تقصد أن تغلق الباب و تمنعه من الخروج و تراوده ثانيا عن نفسه «وَ قَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ» أي لحقت يوسف فجذبت قميصه و شقته طولا من خلفه لأن يوسف كان هاربا و هي تعدو من خلفه و قيل إن يوسف رأى الأبواب قد انفتحت فعلم أن الصواب هو الخروج فخرج هاربا و قيل بل أخذ بفتح الأبواب و أدركته فتعلقت بقميصه من خلفه فشقته «وَ أَلْفَيََا سَيِّدَهََا لَدَى اَلْبََابِ» أي فلما خرجا وجدا زوجها عند الباب و سماه سيدها لأنه مالك أمرها «قََالَتْ مََا جَزََاءُ مَنْ أَرََادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاََّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» يعني أن المرأة سبقت بالكلام لتورك الذنب على يوسف فقالت لزوجها ليس جزاء من أراد بأهلك خيانة إلا أن يسجن أو أن يضرب بالسياط ضربا وجيعا عن ابن عباس قالوا و لو صدق حبها لم تقل ذلك و لآثرته على نفسها و لكن حبها إياه كان شهوة} «قََالَ هِيَ رََاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي» لما ذكرت المرأة ذلك لم يجد يوسف بدا من تنزيه نفسه بالصدق و لو كفت عن الكذب عليه لكف ع عن الصدق عليها فقال هي التي طالبتني بالسوء الذي نسبتني إليه «وَ شَهِدَ شََاهِدٌ مِنْ أَهْلِهََا» قال ابن عباس و سعيد بن جبير أنه صبي في المهد و قيل كان الصبي ابن أخت زليخا و هو ابن ثلاثة أشهر و روي عن ابن عباس أيضا في رواية أخرى و عن الحسن و قتادة و عكرمة أنه شهد رجل حكيم من أهلها بتبرئة يوسف و اختاره الجبائي قال لو كان طفلا لكان قوله معجزا لا يحتاج معه إلى البيان و قيل كان الرجل ابن عم زليخا و كان جالسا مع زوجها عند الباب عن السدي «إِنْ كََانَ قَمِيصُهُ قُدَّ» أي شق «مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ» المرأة «وَ هُوَ مِنَ اَلْكََاذِبِينَ» فيما قال يعني يوسف لأنه كان هو القاصد و هي الدافعة} «وَ إِنْ كََانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ» أي من خلف «فَكَذَبَتْ» المرأة «وَ هُوَ» أي يوسف «مِنَ اَلصََّادِقِينَ» لأنه الهارب و هي الطالبة و هذا أمر ظاهر و استدلال صحيح‌} «فَلَمََّا رَأى‌ََ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ» أي فلما رأى زوجها قميص شق من خلف عرف خيانة المرأة فـ «قََالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ» و قيل هو من قول الشاهد و إنما وصف كيدهن بالعظم لأنها حين فاجأت زوجها عند الباب لم يدخلها دهش و لم تتحير في أمرها و وركت الذنب على يوسف (ع) و لأن قليل حيل النساء أسبق إلى قلوب الرجال من كثير حيل الرجال‌} « يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هََذََا» يعني أن الشاهد قال ليوسف يا يوسف أمسك عن هذا الحديث أي عن ذكرها حتى لا يفشو في البلد عن ابن عباس و قيل إنما قاله زوجها و قيل معناه لا تلتفت يا يوسف إلى هذا الحديث و لا تذكره على سبيل طلب البراءة فقد ظهرت براءتك عن أبي مسلم

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست