responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 311

(1) - و تمت كلمة ربك أن يملأ جهنم كان صوابا و «كُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ» نصب على المصدر و تقديره و كل القصص نقص عليك و قيل أنه نصب على الحال فقدم الحال قبل العامل كما تقول كلا ضربت القوم و يجوز أن يكون نصبا على أنه مفعول به و تقديره و كل الذي يحتاج إليه نقص عليك و يكون «مََا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤََادَكَ» بدلا منه قاله الزجاج و قوله «إِنََّا عََامِلُونَ» «إِنََّا مُنْتَظِرُونَ» لو دخلت الفاء فقال فإنا لأفاد أن الثاني لأجل الأول و حيث لم يدخل لم يفد ذلك.

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن كمال قدرته فقال «وَ لَوْ شََاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ اَلنََّاسَ أُمَّةً وََاحِدَةً» أي على ملة واحدة و دين واحد فيكونون مسلمين صالحين عن قتادة و ذلك بأن يلجئهم إلى الإسلام بأن يخلق في قلوبهم العلم بأنهم لو راموا غير ذلك لمنعوا منه لكن ذلك ينافي التكليف و يبطل الغرض بالتكليف لأن الغرض به استحقاق الثواب و الإلجاء يمنع من استحقاق الثواب فلذلك لم يشأ الله ذلك و لكنه شاء أن يؤمنوا باختيارهم ليستحقوا الثواب و قيل معناه لو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة في الجنة على سبيل التفضل لكنه اختار لهم أعلى الدرجتين فكلفهم ليستحقوا الثواب عن أبي مسلم و قيل معناه لو شاء لرفع الخلاف فيما بينهم‌ «وَ لاََ يَزََالُونَ مُخْتَلِفِينَ» في الأديان بين يهودي و نصراني و مجوسي و غير ذلك عن مجاهد و قتادة و عطا و الأعمش و الحسن في إحدى الروايتين عنه و في الرواية الأخرى عنه أنهم مختلفون في الأرزاق و الأحوال و لتسخير بعضهم لبعض و قيل معناه يخلف بعضهم بعضا في الكفر تقليدا من غير نظر فإن قولك خلف بعضهم بعضا و قولك اختلفوا سواء كما أن قولك قتل بعضهم بعضا و قولك اقتتلوا سواء عن أبي مسلم } «إِلاََّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» من المؤمنين فإنهم لا يختلفون و يجتمعون على الحق عن ابن عباس و المعنى لا يزالون مختلفين بالباطل إلا من رحمهم الله بفعل اللطف لهم الذي يؤمنون عنده و يستحقون به الثواب فإن من هذه صورته ناج من الاختلاف بالباطل «وَ لِذََلِكَ خَلَقَهُمْ» اختلف في معناه فقيل يريد و للرحمة خلقهم عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و الضحاك و هذا هو الصحيح و اعترض على ذلك بأن قيل لو أراد الله ذلك لقال و لتلك خلقهم لأن الرحمة مؤنثة و هذا باطل لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي فإذا ذكر فعلى معنى التفضل و الإنعام و قد قال سبحانه‌ هََذََا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي و إِنَّ رَحْمَتَ اَللََّهِ قَرِيبٌ و مثله قول امرئ القيس :

برهرهة رودة رخصة # كخزعوبة البانة المنفطر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست