responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 28

28

(1) - شَيْئاً» أي فلم يدفع عنكم كثرتكم سوءا «وَ ضََاقَتْ عَلَيْكُمُ اَلْأَرْضُ بِمََا رَحُبَتْ» أي برحبتها و الباء بمعنى مع و المعنى ضاقت عليكم الأرض مع سعتها كما يقال أخرج بنا إلى موضع كذا أي معنا و المراد لم تجدوا من الأرض موضعا للفرار إليه «ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ» أي وليتم عن عدوكم منهزمين و تقديره وليتموهم أدباركم و انهزمتم‌} «ثُمَّ أَنْزَلَ اَللََّهُ سَكِينَتَهُ» أي رحمته التي تسكن إليها النفس و يزول معها الخوف «عَلى‌ََ رَسُولِهِ وَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ» حين رجعوا إليهم و قاتلوهم و قيل على المؤمنين الذين ثبتوا مع رسول الله علي و العباس في نفر من بني هاشم عن الضحاك بن مزاحم و روى الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضا أنه قال السكينة ريح من الجنة تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان فتكون مع الأنبياء أورده العياشي مسندا «وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهََا» أراد به جنودا من الملائكة و قيل إن الملائكة نزلوا يوم حنين بتقوية قلوب المؤمنين و تشجيعهم و لم يباشروا القتال يومئذ و لم يقاتلوا إلا يوم بدر خاصة عن الجبائي «وَ عَذَّبَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» بالقتل و الأسر و سلب الأموال و الأولاد «وَ ذََلِكَ جَزََاءُ اَلْكََافِرِينَ» أي و ذلك العذاب جزاء الكافرين على كفرهم‌} «ثُمَّ يَتُوبُ اَللََّهُ مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ عَلى‌ََ مَنْ يَشََاءُ» ذكر سبحانه ثم في ثلاثة مواضع متقاربة (الأول) «ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ» عطف على ما قبله من الفعل و هو قوله «ضََاقَتْ عَلَيْكُمُ» (و الثاني) «ثُمَّ أَنْزَلَ اَللََّهُ سَكِينَتَهُ» عطف على «وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ» (و الثالث) «ثُمَّ يَتُوبُ اَللََّهُ» عطف على «أَنْزَلَ» و إنما حسن عطف المستقبل على الماضي لأنه يشاكله فإن الأول تذكير بنعمة الله و الثاني وعد بنعمة الله و المعنى ثم يقبل الله توبة من تاب عن الشرك و رجع إلى طاعة الله و الإسلام و ندم على ما فعل من القبيح و يجوز أن يريد ثم يقبل الله توبة من انهزم من بعد هزيمته و يجوز أن يريد يقبل توبتهم عن إعجابهم بالكثرة و إنما علقه بالمشيئة لأن قبول التوبة تفضل من الله و لو كان واجبا على ما قاله أهل الوعيد لما جاز تعليقه بالمشيئة كما لا يجوز تعليق الثواب على الطاعة بالمشيئة و من خالف في ذلك قال إنما علقها بالمشيئة لأن منهم من له لطف يصلح به و يتوب و يؤمن عنده و منهم من لا لطف له منه «وَ اَللََّهُ غَفُورٌ» أي ستار للذنوب «رَحِيمٌ» بعباده.

[القصة]

ذكر أهل التفسير و أصحاب السير أن رسول الله ص لما فتح مكة خرج منها متوجها إلى حنين لقتال هوازن و ثقيف في آخر شهر رمضان أو في شوال من سنة ثمان من الهجرة و قد اجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النصري و ساقوا معهم أموالهم و نساءهم و ذراريهم و نزلوا بأوطاس و قال كان دريد بن الصمة في القوم و كان رئيس جشم و كان‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست