responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 255

(1) - العياذ بالله الاعتصام به طلبا للنجاة و معناه هاهنا الخضوع و التذلل لله سبحانه ليوفقه و لا يكله إلى نفسه و إنما حذف يا من قوله «رَبِّ» و أثبته في قوله «يََا نُوحُ » لأن ذلك نداء تعظيم و هذا نداء تنبيه فوجب أن يأتي بحرف التنبيه «وَ إِلاََّ تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ اَلْخََاسِرِينَ» إنما قال ذلك على سبيل التخشع و الاستكانة لله تعالى و إن لم يسبق منه ذنب ثم حكى الله سبحانه ما أمر به نوحا حين استقرت السفينة على الجبل بعد خراب الدنيا بالطوفان فقال‌} «قِيلَ يََا نُوحُ اِهْبِطْ» أي أنزل من الجبل أو من السفينة «بِسَلاََمٍ مِنََّا» أي بسلامة منا و نجاة و قيل بتحية و تسليم منا عليك «وَ بَرَكََاتٍ عَلَيْكَ» أي و نعم دائمة و خيرات نامية ثابتة حالا بعد حال عليك «وَ عَلى‌ََ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ» يعني الأمم الذين كانوا معه في السفينة من المؤمنين و الأمة الجماعة الكثيرة المتفقة على ملة واحدة و قيل معناه و على أمم من ذرية من معك و قيل يعني بالأمم سائر الحيوان الذين كانوا معه لأن الله تعالى جعل فيها البركة «وَ أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنََّا عَذََابٌ أَلِيمٌ» معناه أنه يكون من نسلهم أمم سنمتعهم في الدنيا بضروب من النعم فيكفرون و نهلكهم ثم يمسهم بعد الهلاك عذاب مؤلم و إنما ارتفع أمم لأنه استأنف الإخبار عنهم و روي عن الحسن أنه قال هلك المتمتعون في الدنيا لأن الجهل يغلب عليهم و الغفلة فلا يتفكرون إلا في الدنيا و عمارتها و ملاذها ثم أشار سبحانه إلى ما تقدم ذكره من أخبار قوم نوح فقال‌} «تِلْكَ» أي تلك الأنباء «مِنْ أَنْبََاءِ اَلْغَيْبِ» أي من أخبار ما غاب عنك معرفته و لو قال ذلك كان جائزا لأن المصادر قد يكنى عنها بالتذكير كما يكنى بالتأنيث يقولون قدم فلان ففرحت بها أي بقدمته و فرحت به أي بقدومه «نُوحِيهََا إِلَيْكَ مََا كُنْتَ تَعْلَمُهََا أَنْتَ وَ لاََ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هََذََا» أي أن هذه الأخبار التي أعلمناكها لم تكن تعلمها أنت و لا قومك من العرب يعرفونها من قبل إيحائنا إليك لأنهم لم يكونوا أهل كتاب و سير و قيل من قبل هذا القرآن و بيان القصص فيه «فَاصْبِرْ» أي فاصبر على القيام بأمر الله و على أذى قومك يا محمد كما صبر نوح على أذى قومه و هذا أحد الوجوه التي لأجلها كرر الله قصص الأنبياء (ع) ليصبر النبي ص على ما كان يقاسيه من أمور الكفار الجهال حالا بعد حال «إِنَّ اَلْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ» أي إن العاقبة المحمودة و خاتمة الخير و النصرة للمتقين كما كانت لنوح (ع) .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست