responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 254

(1) - (ع) إنه ابني على ظاهر الأمر فأعلمه الله تعالى أن الأمر بخلاف الظاهر و نبهه على خيانة امرأته عن الحسن و مجاهد و هذا الوجه بعيد من حيث أن فيه منافاة القرآن لأنه تعالى قال وَ نََادى‌ََ نُوحٌ اِبْنَهُ و لأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لأنها تعير و تشين و قد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك توقيرا لهم و تعظيما عما ينفر من القبول منهم و روي عن ابن عباس أنه قال ما زنت امرأة نبي قط و كانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون و الخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل على أضيافه (و رابعها) أنه كان ابن امرأته و كان ربيبة و يعضده قراءة من قرأ ابنه بفتح الهاء و ابنها و المعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان «إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صََالِحٍ» قد ذكرنا الوجه في القراءتين و اختار المرتضى (رض) في تأويله أن التقدير أن ابنك ذو عمل غير صالح و استشهد على ذلك بقول الخنساء :

ما أم سقب على بو تطيف به # قد ساعدتها على التحنان أظئار

ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت # فإنما هي إقبال و إدبار

أرادت فإنما هي ذات إقبال و إدبار قال و من قال أن المعني إن سؤالك إياي ما ليس لك به علم عمل غير صالح فإن من امتنع من أن يقع على الأنبياء شي‌ء من القبائح يدفع ذلك فإذا قيل له فلم قال «فَلاََ تَسْئَلْنِ مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» و كيف قال نوح } «رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ مََا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ» قال لا يمتنع أن يكون نهي عن سؤال ما ليس لك به علم و إن لم يقع منه و إن يكون تعوذ من ذلك و إن لم يوقعه كما نهى الله سبحانه نبيه عن الشرك في قوله لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و إن لم يجز وقوع ذلك منه و إنما سأل نوح (ع) نجاة ابنه بشرط المصلحة لا على سبيل القطع فلما بين الله تعالى أن المصلحة في غير نجاته لم يكن ذلك خارجا عما تضمنه السؤال و قوله «إِنِّي أَعِظُكَ» أي أحذرك و الوعظ الدعاء إلى الحسن و الزجر عن القبيح على وجه الترغيب و الترهيب «أَنْ تَكُونَ مِنَ اَلْجََاهِلِينَ» معناه لا تكن منهم قال الجبائي يعني إني أعظك لئلا تكون من الجاهلين و لا شك أن وعظه سبحانه يصرف عن الجهل و ينزه عن القبيح «قََالَ» نوح عند ذلك «رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ مََا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ» أي أعتصم بك أن أسألك ما لا أعلم أنه صواب و أنك تفعله و معنى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست