responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 218

(1) - نفسه بأنه أنشأهما في هذا المقدار من الزمان مع قدرته على أن يخلقهما في مقدار لمح البصر و الوجه في ذلك أنه سبحانه أراد أن يبين بذلك أن الأمور جارية في التدبير على منهاج الحكمة منشأة على ترتيب لما في ذلك من المصلحة و المراد بقوله «سِتَّةِ أَيََّامٍ» ما مقداره‌ مقدار ستة أيام لأنه لم يكن هناك أيام بعد فإن اليوم عبارة عما بين طلوع الشمس و غروبها «وَ كََانَ عَرْشُهُ عَلَى اَلْمََاءِ» في هذا دلالة على أن العرش و الماء كانا موجودين قبل خلق السموات و الأرض و كان الماء قائما بقدرة الله تعالى على غير موضع قرار بل كان الله يمسكه بكمال قدرته و في ذلك أعظم الاعتبار لأهل الإنكار و قيل إن المراد بقوله «عَرْشُهُ» بناؤه يدل عليه قوله‌ وَ مِمََّا يَعْرِشُونَ أي يبنون و المعنى و كان بناؤه على الماء فإن البناء على الماء أبدع و أعجب عن أبي مسلم «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» معناه أنه خلق الخلق و دبر الأمور ليظهر إحسان المحسن فإنه الغرض في ذلك أي ليعاملكم معاملة المبتلي المختبر لئلا يتوهم أنه سبحانه يجازي العباد على حسب ما في معلومه أنه يكون منهم قبل أن يفعلوه و في قوله «أَحْسَنُ عَمَلاً» دلالة على أنه قد يكون فعل حسن أحسن من حسن آخر لأن حقيقة لفظة أفعل يقتضي ذلك «وَ لَئِنْ قُلْتَ» يا محمد لهم «إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ اَلْمَوْتِ» للحساب و الجزاء «لَيَقُولَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هََذََا إِلاََّ سِحْرٌ مُبِينٌ» أي ليس هذا القول إلا تمويه ظاهر لا حقيقة له و من قرأ ساحر فالمراد ليس هذا يعنون النبي ص إلا ساحر قال الجبائي و في الآية دلالة على أنه كان قبل خلق السماوات و الأرض الملائكة لأن خلق العرش على الماء لا وجه لحسنه إلا أن يكون فيه لطف لمكلف يمكنه الاستدلال به فلا بد إذا من حي مكلف و قال علي بن عيسى لا يمتنع أن يكون في الأخبار بذلك مصلحة للمكلفين فلا يجب ما قاله الجبائي و هو الذي اختاره المرتضى قدس الله روحه‌} «وَ لَئِنْ أَخَّرْنََا عَنْهُمُ اَلْعَذََابَ إِلى‌ََ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» معناه و لئن أخرنا عن هؤلاء الكفار عذاب الاستئصال إلى أجل مسمى و وقت معلوم و الأمة الحين كما قال سبحانه‌ وَ اِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ و هو قول ابن عباس و مجاهد و قيل «إِلى‌ََ أُمَّةٍ» أي إلى جماعة يتعاقبون‌ فيصرون على الكفر و لا يكون فيهم من يؤمن كما فعلنا بقوم نوح عن علي بن عيسى و قيل معناه إلى أمة بعد هؤلاء نكلفهم فيعصون فتقتضي الحكمة إهلاكهم و إقامة القيامة عن الجبائي و قيل إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي (ع) في آخر الزمان ثلثمائة و بضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) «لَيَقُولَنَّ» على وجه الاستهزاء «مََا يَحْبِسُهُ» أي أي شي‌ء يؤخر هذا العذاب عنا إن كان حقا «أَلاََ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ» أي إن هذا العذاب الذي يستبطنونه إذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست