responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 214

(1) - معناه «أُحْكِمَتْ آيََاتُهُ» فلم ينسخ منها شي‌ء كما نسخت الكتب و الشرائع «ثُمَّ فُصِّلَتْ» ببيان الحلال و الحرام و سائر الأحكام عن ابن عباس (و ثانيها) أن معناه «أُحْكِمَتْ آيََاتُهُ» بالأمر و النهي «ثُمَّ فُصِّلَتْ» بالوعد و الوعيد و الثواب و العقاب عن الحسن و أبي العالية (و ثالثها) «أُحْكِمَتْ آيََاتُهُ» جملة ثم فرقت في الإنزال آية بعد آية ليكون المكلف أمكن من النظر و التدبر عن مجاهد (و رابعها) أحكمت في نظمها بأن جعلت على أبلغ وجوه الفصاحة حتى صار معجزا ثم فصلت بالشرع و البيان المفروض فكأنه قيل محكم النظم مفصل الآيات عن أبي مسلم (و خامسها) أتقنت آياته فليس فيها خلل و لا باطل لأن الفعل المحكم ما قد أتقنه فاعله حتى لا يكون فيه خلل ثم فصلت بأن جعلت متتابعة بعضها إثر بعض «مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ» أي إن هذا الكتاب أتاكم من عند حكيم في أحواله و تدابيره «خَبِيرٍ» أي عليم بأحوال خلقه و مصالحهم و في هذه الآية دلالة على أن كلام الله سبحانه محدث لأنه وصفه بأنه أحكمت آياته ثم فصلت و الإحكام من صفات الأفعال و كذلك التفصيل ثم قال «مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ» و هذه الإضافة لا تصح إلا في المحدث لأن القديم يستحيل أن يكون صادرا من غيره و قوله‌} «أَلاََّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اَللََّهَ» معناه أنزل هذا الكتاب ليأمركم «أَلاََّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اَللََّهَ» و لكي لا تعبدوا إلا الله كما يقال كتبت إليك أن لا تخرج من الدار و أن لا تخرج بالنصب و الجزم «إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ» هذا إخبار من النبي ص أنه مخوف من مخالفة الله و عصيانه باليم العقاب مبشر على طاعة الله بجزيل الثواب‌} «وَ أَنِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ» و معناه اطلبوا المغفرة و اجعلوها غرضكم ثم توصلوا إليها بالتوبة و قيل معناه استغفروا ربكم من ذنوبكم ثم توبوا إليه في المستأنف متى وقعت منكم المعصية عن الجبائي و قيل إن ثم هاهنا بمعنى الواو عن الفراء و هذا لأن الاستغفار و التوبة واحد فتكون التوبة تأكيدا للاستغفار «يُمَتِّعْكُمْ مَتََاعاً حَسَناً إِلى‌ََ أَجَلٍ مُسَمًّى» يعني أنكم متى استغفرتموه و تبتم إليه يمتعكم في الدنيا بالنعم السابغة في الخفض و الدعة و الأمن و السعة إلى الوقت الذي قدر لكم أجل الموت فيه و قال الزجاج يريد يبقيكم و لا يستأصلكم بالعذاب كما استأصل أهل القرى الذين كفروا «وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ» قيل إن الفضل بمعنى التفضيل و الإفضال أي و يعط كل ذي إفضال على غيره بمال أو كلام أو عمل بيد أو رجل جزاء إفضاله فيكون الهاء في فضله عائدا إلى ذي الفضل و قيل إن معناه يعطي كل ذي عمل صالح فضله أي ثوابه على قدر عمله فإن من كثرت طاعاته في الدنيا زادت درجاته في الجنة و على هذا فالأولى أن تكون الهاء في فضله عائدا إلى اسم الله تعالى «وَ إِنْ تَوَلَّوْا» أي أعرضوا عما أمروا به و قيل معناه و إن تتولوا أنتم أي تعرضوا فحذف إحدى التاءين و لذلك شدد ابن كثير في رواية البزي عنه «فَإِنِّي أَخََافُ عَلَيْكُمْ عَذََابَ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست