responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 134

(1) - و لا اختلاف و قيل تلك أي هذه السور آيات الكتاب الحكيم أي اللوح المحفوظ و سماه محكما لأنه ناطق بالحكمة و قيل لأنه جمع العلوم و الحكمة و قيل إنما وصف الكتاب بالحكيم لأنه دليل على الحق كالناطق بالحكمة و لأنه يؤدي إلى المعرفة التي تميز بها طريق الهلاك من طريق النجاة} «أَ كََانَ لِلنََّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنََا إِلى‌ََ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ اَلنََّاسَ» هذه ألف استفهام المراد به الإنكار و قيل إن المراد بالناس هنا أهل مكة قالوا نعجب أن الله سبحانه لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم أبي طالب و التقدير أ كان إيحاؤنا إلى رجل من الناس بأن ينذرهم عجبا و معناه لما ذا تعجبون أن أوحينا إلى رجل منهم و ليس هذا موضع التعجب بل هو الذي كان يجب فعله عند كل العقلاء فإن الله تعالى لما أكمل لعباده عقولهم و كلفهم معرفته و أداء شكره و علم أنهم لا يصلحون و لا يقومون بذلك الإبداع يدعوهم إليه‌ و منبه ينبههم عليه وجب في الحكمة أن يفعل ذلك ثم بين سبحانه الوجه الذي لأجله بعث و ما الذي أوحى إليه فقال «أَنْ أَنْذِرِ اَلنََّاسَ» أي أخبرهم بالعذاب و خوفهم به «وَ بَشِّرِ اَلَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ» أي عرفهم ما فيه الشرف و الخلود في نعيم الجنة على وجه الإكرام و الإجلال لصالح الأعمال و قيل «أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ» أي أجرا حسنا و منزلة رفيعة بما قدموا من أعمالهم عن ابن عباس و روي عنه أيضا أن المعنى سبقت لهم السعادة في الذكر الأول و يؤيده قوله‌ إِنَّ اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا اَلْحُسْنى‌ََ الآية و قيل هو تقديم الله تعالى إياهم في البعث يوم القيامة بيانه‌ قوله (ع) نحن الآخرون السابقون يوم القيامة و قيل أن القدم اسم للحسنى من العبد و اليد اسم للحسنى من السيد للفرق بين السيد و العبد و قيل‌ إن معنى قدم صدق شفاعة محمد ص لهم يوم القيامة عن أبي سعيد الخدري و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) «قََالَ اَلْكََافِرُونَ إِنَّ هََذََا لَسََاحِرٌ مُبِينٌ» يعنون النبي أي قالوا هذا ساحر مظهر للسحر و ما أتى به سحر بين على اختلاف القراءتين و السحر فعل يخفى وجه الحيلة فيه حتى يتوهم أنه معجز و هذا يدل على عجزهم عن معارضة القرآن و لذلك عدلوا إلى وصفه بالسحر.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست