responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 846

(1) - فتية من قريش أسلموا بمكة و احتبسهم آباؤهم فخرجوا مع قريش يوم بدر و هم قيس بن الوليد بن المغيرة و علي بن أمية بن خلف و العاص بن منبه بن الحجاج و الحارث بن زمعة و أبو قيس بن الفاكهة بن المغيرة لما رأوا قلة المسلمين قالوا «غَرَّ هََؤُلاََءِ دِينُهُمْ» أي غر المسلمين دينهم حتى خرجوا مع قلتهم لأجل دينهم إلى قتال المشركين مع كثرتهم و لم يحسنوا النظر لأنفسهم حين اغتروا بقول رسولهم‌فبين الله تعالى أنهم هم المغرورون بقوله «وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ فَإِنَّ اَللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» معناه و من يسلم لأمر الله و يثق به و يرض بفعله و إن قل عددهم فإن الله تعالى ينصرهم على أعدائهم و هو عزيز لا يغلب فكذلك لا يغلب من توكل عليه و هو حكيم يضع الأمور مواضعها على ما تقتضيه الحكمة} «وَ لَوْ تَرى‌ََ» يا محمد «إِذْ يَتَوَفَّى اَلَّذِينَ كَفَرُوا اَلْمَلاََئِكَةُ» أي يقبضون أرواحهم عند الموت «يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبََارَهُمْ» يريد أستاههم و لكن الله سبحانه كنى عنها عن سعيد بن جبير و مجاهد و قيل وجوههم ما أقبل منهم و أدبارهم ما أدبر منهم و المراد يضربون أجسادهم من قدامهم و من خلفهم و المراد به قتلي بدر عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير و أكثر المفسرين و قيل معناه سيضربهم الملائكة عند الموت قال الرماني و هذا غلط لأنه الظاهر و روى الحسن قال إن رجلا قال يا رسول الله إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك فقال ص ذاك ضرب الملائكة و روى مجاهد أن رجلا قال للنبي ص إني حملت على رجل من المشركين فذهبت لأضربه فندر فقال سبقك إليه الملائكة «وَ ذُوقُوا عَذََابَ اَلْحَرِيقِ» أي و يقول الملائكة للكفار استخفافا بهم و ذوقوا عذاب الحريق بعد هذا في الآخرة و قيل إنه كان مع الملائكة يوم بدر مقامع من حديد كلما ضربوا المشركين بها التهبت النار في جراحاتهم فذلك قوله «وَ ذُوقُوا عَذََابَ اَلْحَرِيقِ» } «ذََلِكَ» أي ذلك العقاب لكم «بِمََا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ» أي بما قدمتم و فعلتم و إنما أضاف إلى اليد على التغليب لأن أكثر الأفعال تكون باليد و المراد بذلك بجنايتكم الكفر و المعاصي «وَ أَنَّ اَللََّهَ لَيْسَ بِظَلاََّمٍ لِلْعَبِيدِ» أي لا يظلم عباده في عقوبتهم من حيث إنه إنما عاقبهم بجناياتهم على قدر استحقاقهم و في هذا دلالة واضحة على بطلان مذهب المجبرة في أنه يخلق الكفر ثم يعذب عليه و أنه يجوز أن يعذب من غير ذنب و أن يأخذ بذنب غيره لأن هذا غاية الظلم و قد بالغ عز اسمه في نفي الظلم عن نفسه بقوله «لَيْسَ بِظَلاََّمٍ لِلْعَبِيدِ» .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 846
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست