responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 844

(1) - ما به من مخافة و لكنه علم أنه لا قوة له و لا منعة و ذلك عادة عدو الله لمن أطاعه حتى إذا التقى الحق و الباطل أسلمهم و تبرأ منهم و على هذا فيكون قوله «أَرى‌ََ مََا لاََ تَرَوْنَ» معناه أعلم ما لا تعلمون و أخاف الله أن يهلكني فيمن يهلك و اختلف في ظهور الشيطان يوم بدر كيف كان فقيل إن قريشا لما أجمعت المسير ذكرت الذي بينها و بين بني بكر بن عبد مناف بن كنانة من الحرب و كاد ذلك أن يثنيهم فجاء إبليس في جند من الشيطان فتبدي لهم في صورة سراقة بن مالك بن جشعم الكناني ثم المدلجي و كان من أشراف كنانة فقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم أي مجير لكم من كنانة كما قال الشاعر:

يا ظالمي أنى تروم ظلامتي # و الله من كل الحوادث جاري‌

فلما رأى إبليس الملائكة نزلوا من السماء و علم أنه لا طاقة لهم بهم نكص على عقبيه عن ابن عباس و السدي و الكلبي و غيرهم و قيل أنه لما التقوا كان إبليس في صف المشركين آخذا بيد الحارث بن هشام فنكص على عقبيه فقال له الحارث يا سراقة أين اتخذ لنا على هذه الحالة فقال له إني أرى ما لا ترون فقال و الله ما نرى إلا جعاسيس يثرب فدفع في صدر الحرث و انطلق و انهزم الناس فلما قدموا مكة قالوا هزم الناس سراقة فبلغ ذلك سراقة فقال و الله ما شعرت بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم فقالوا إنك أتيتنا يوم كذا فحلف لهم فلما أسلموا علموا أن ذلك كان الشيطان عن الكلبي و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قيل إن إبليس لا يجوز أن يقدر على خلع صورته و لبس صورة سراقة و لكن الله تعالى جعل إبليس في صورة سراقة علما للنبي ص و إنما فعل ذلك لأنه علم أنه لو لم يدع المشركين إنسان إلى قتال المسلمين‌فإنهم لا يخرجون عن ديارهم حتى يقاتلهم المسلمون لخوفهم من بني كنانة فصوره بصورة سراقة حتى تم المراد في إعزاز الدين عن الجبائي و جماعة و قيل إن إبليس لم يتصور في صورة الإنسان و إنما قال ذلك لهم على وجه الوسوسة عن الحسن و اختاره البلخي و الأول هو المشهور في التفاسير و رأيت في كلام الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (رض) أنه يجوز أن يقدر الله تعالى الجن و من جرى مجراهم على أن يجتمعوا و يعتمدوا ببعض جواهرهم على بعض حتى يتمكن الناس من رؤيتهم و يتشبهوا بغيرهم من أنواع الحيوان لأن أجسامهم من الرقة على ما يمكن ذلك فيها و قد وجدنا الإنسان يجمع الهواء و يفرقه و يغير صور الأجسام الرخوة ضروبا من التغيير و أعيانها لم تزد و لم تنقص و قد استفاض الخبر بأن إبليس تراءى لأهل دار الندوة في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 844
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست