responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 799

(1) - بترك أوامره و ارتكاب نواهيه وجل قلبه و اضطربت نفسه و الوجل الخوف مع شدة الحزن و إنما يستعمل على الغالب في القلب «وَ إِذََا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيََاتُهُ زََادَتْهُمْ إِيمََاناً» معناه و إذا قرئ عليهم القرآن زادتهم آياته تبصرة و يقينا على يقين عن الضحاك و قيل زادتهم تصديقا مع تصديقهم بما أنزل الله إليهم قبل ذلك عن ابن عباس و المعنى أنهم يصدقون بالأولى و الثانية و الثالثة و كل ما يأتي من عند الله فيزداد تصديقهم‌ «وَ عَلى‌ََ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» أي يفوضون أمورهم إلى الله فيما يخافونه من السوء في الدنيا و قيل فيما يرجونه من قبول أعمالهم في الآخرة} «اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاََةَ وَ مِمََّا رَزَقْنََاهُمْ يُنْفِقُونَ» قد مر تفسيره في سورة البقرة و إنما خص الصلاة و الزكاة بالذكر لعظم شأنهما و تأكد أمرهما و ليكون داعيا إلى المواظبة على فعلهما} «أُولََئِكَ هُمُ اَلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا» أي هؤلاء المستجمعون لهذه الخصال و الحائزون لهذه الصفات هم الذين استحقوا هذا الاسم على الحقيقة «لَهُمْ دَرَجََاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ» يعني درجات الجنة يرتقونها بأعمالهم عن عطاء و قيل لهم أعمال رفيعة و فضائل استحقوها في أيام حياتهم عن مجاهد «وَ مَغْفِرَةٌ» لذنوبهم «وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ» أي خطير كبير في الجنة و قيل كريم دائم كثير لا يشوبه ضرر و لا يعتريه كدر و لا يخاف عليه فناء و لا نقصان و لا حساب من قولهم فلان كريم إذا كانت أخلاقه محمودة و استدل من قال أن الإيمان يزيد و ينقص و أن أفعال الجوارح من الإيمان بهذه الآيات فقال أن الله تعالى نفى أن يكون المؤمن غير متصف بهذه الصفات بلفظة إنما فكأنه قال لا يكون أحد مؤمنا إلا أن يكون بهذه الصفات و الجواب عنه أن هذه الصفات خيار المؤمنين و أفاضلهم فكأنه قال إنما خيار المؤمنين من له هذه الأوصاف و ليس يمتنع أن يتفاضل المؤمنون في الطاعات و إن لم يتفاضلوا في الإيمان يدل على ذلك أن الإجماع حاصل على أن وجل القلب ليس بواجب و إنما هو من المندوبات و إن الصلاة قد تدخل فيها الفرائض و النوافل. و الإنفاق كذلك فعلمنا أن الإشارة بالآية إلى خيار المؤمنين و أماثلهم فلا تدل إذا على أن من كان دونهم في المنزلة خارج عن الإيمان و قد قال ابن عباس أنه سبحانه أراد بذلك أن المنافق لا يدخل قلبه خشية الله عند ذكره و إن هذه الأوصاف المذكورة منتفية عنه.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 799
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست